أكرم القصاص - علا الشافعي

أكرم القصاص

أردوغان فى ليبيا.. وكلاء ومرتزقة فى لعبة «آكل الجيف»

الثلاثاء، 07 يوليو 2020 07:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يواجه الرئيس التركى رجب أردوغان مواجهة من نوع جديد فى ليبيا، بعد 8 سنوات اعتاد خوض الحروب بالوكالة من خلال المرتزقة، واقتسام الثروات المسروقة مع داعش والقاعدة، فى سوريا والعراق. 
 
بعد الهزيمة التى تلقاها داعش والنصرة «القاعدة» فى سوريا والعراق، فقدت هذه التنظيمات عوائد النفط المسروق وفقد معها أردوغان سيطرته ومصادر تمويل حروبه، ولم تعد التمويلات التى تقدمها الدوحة كافية لتمويل العمليات الحربية بالوكالة، ولهذا اضطر أردوغان لبدء مواجهة أخرى مع الأكراد فى سوريا بزعم حماية أمنه القومى، بينما كان يدفع لإنقاذ حلفائه من داعش والقاعدة. أهداف أردوغان فى ليبيا مزدوجة، فمن ناحية يحاول توفير ملاذات لآلاف المرتزقة، الذين فقدوا قوتهم فى سوريا والعراق، وفى نفس الوقت يحاول تعويض خسائرهم بالحصول على إتاوات من الوفاق، بجانب الدعم القطرى، على أمل تعويض كل هذه الخسائر من عوائد النفط الليبيى، لكن هذا الخيار محفوف بالكثير من المخاطر، خاصة أن المواجهة تختلف فى ليبيا عنها فى سوريا والعراق، يعتمد أردوغان على تحالف هش مع الوفاق والميليشيات، ولكنه اتعاد التحرك فى دول تعانى ضعفا وصراعات داخلية، بصورة أقرب إلى الحيوانات والطيور آكلة الجيف، التى تقتات على بقايا الجيف، ولا يمكنها أن تمارس الصيد لكونها تعجز عن المواجهة. 
 
تركيا أردوغان اعتادت خلال 8 سنوات أن تخوض حروبها بالوكالة، من خلال تنظيمات وميليشيات إرهابية، داعش والقاعدة وغيرها، وظلت الأراضى التركية هى ممر دخول وخروج المرتزقة إلى سوريا، وكانت هذه الميليشيات تقسم عوائد النفط المسروق من سوريا والعراق طوال سنوات ازدهار داعش، وسيطرة دولة الخلافة المزعومة على التفاصيل فى سوريا، وهناك أدلة على انخراط بلال أردوغان ابن الرئيس التركى فى التفاوض حول صفقات النفط المسروق من سوريا، ولا يزال أردوغات يمارس نهب حقوق سوريا والعراق، خاصة فى المياه، وهناك تقارير دولية وإقليمية عن تعرض أراضى سوريا والعراق للجفاف، بعد نهب تركيا وإيران لنصيب كل من سوريا والعراق فى نهرى دجلة والفرات، وهى خطوات لم يكن ممكنا أن تقدم عليها تركيا وإيران، فى ظل الأوضاع الطبيعية وقوة الدولة، وهى سياسة تركية مستمرة تعتمد على النهب والسرقة، والتدخل فى شؤون الدول المجاورة، التى تعانى ضعفا أو تنشغل بصراعات عرقية أو طائفية.
 
لم تخض تركيا حربا مباشرة طوال هذه الفترة، واعتاد رجب أردوغان الدخول فى الدول المنهكة، واستغلال ثغر ات الصراعات والانشغالات الداخلية فى سوريا والعراق، ولم يكن أردوغان بعيدا عن الميليشيات والمرتزقة فى ليبيا منذ سقوط القذافى، لكن التحولات التى جرت على الأرض جعلت ليبيا تختلف عن الوضع فى سوريا والعراق، لأن التدخل التركى الحالى يمثل تهديدا للأمن القومى المصرى، الأمر الذى يجعل المواجهة أصعب، فى ظل وضوح الموقف المصرى. 
 
مصر مع وحدة ليبيا، وضد التدخلات الخارجية، وكانت تصريحات الرئيس السيسى فى الغرب واضحة وحاسمة ولا تحتمل أى تأويل، قدمت مبادرة سياسية يقودها الليبيون بعيدا عن أى تاثيرات خارجية. أردوغان حاول، من خلال إعلام الدوحة والإخوان الممتركين، التلاعب، لكن التحولات التى تمت أكدت أن القاهرة جادة فى حمية أمنها القومى. 
 
أردوغان بالطبع يحاول كل فترة الهرب للأمام فى مقامرة جديدة يحاول فيها تعويض خسائره، وتبدو ليبيا هى المغامرة الأخيرة التى يخوضها أردوغان، على أمل تعويض خسائره، وحماية ميليشيات تطالبه بثمن خدماتها على مدى سنوات.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة