أكرم القصاص - علا الشافعي

القارئة سارة عمر تكتب: طعم النجاح

السبت، 29 أغسطس 2020 10:00 م
القارئة سارة عمر تكتب: طعم النجاح شخص متفائل

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

النجاح غريزة يتطلع إليها أي إنسان مهما كان عمره أو مستواه الاجتماعي أو الثقافي. كل إنسان يحاول أن ينجح في حياته – أي كان مجال هذا النجاح – ولكن المشكلة الأساسية ليست في طريقة النجاح أو اخفاقاته، مشكلتنا الأساسية في مفهومنا عن النجاح.

كل شخص يجب أن يحدد بداخله أولاً:

ماهو النجاح؟ ماهو هدفك من النجاح؟ ماذا ستشعر بعد الوصول الي النجاح؟

أكاد أجزم أن الغالبية العظمي منا سيجيب إجابات تتعلق إما بالعمل أو المال. فالنجاح بالنسبة لنا له مقاييس ومعايير مختلفة عن المعايير الحقيقية. جميعنا يقيس النجاح بالترقي الوظيفي، بزيادة المرتب، بالشهرة، بالمكاسب المالية والهدايا والسفر وكل ماهو مادي.

ولكن هل فكر شخص منا يوماً أن استيقاظه من نومه صباحاً بصحة جيدة ونفسية مرتاحة وراحة بال يعد نجاحاً؟، هل فكر أحدنا يوماً أن علاقته بأهله الجيدة والتي بها الكثير من الود والبر هي نجاحاً؟، هل فكر أحدنا أن رسم ابتسامة على وجه ابنه أو ابنته كل يوم أثناء اللعب معه هي نجاحاً؟، هل فكر أحدنا أن الوصول الي درجة الراحة والهدوء والاستقرار النفسي والمعيشي هي نجاحاً؟.

إذا استرسلت في الأمثلة لن يكفي هذا المقال ولا أعداد هائلة من الصحف والجرائد.

كل ما علينا فعله هو إعادة برمجة العقل. نعيد تقييم طريقة تفكيرنا في معايير الحياة والنظر إلي أحداث الحياة بعين الرضا والسعادة والإنجاز. كل ما تقوم بفعله في حياتك يتطلب منك التفكير والتخطيط والإنجاز حتي تصل إلي درجة النجاح فيه. حياة الصخب والشهرة والماديات التي أصبحت تسيطر علي المجتمعات جميعاً أدت الي قصر النظر في تحقيق الأهداف، ومن ثم تحقيق السعادة.

عندما نستيقظ يومياً علي صور الكثير من الناس الشهيرة -  والتي لم تتطلب شهرتها أي انجاز حقيقي سوي أنها تلتقط الصور التي من شأنها أن تجذب الانتباه إليها فقط – ثم نجد هؤلاء البشر يظهرون إلينا بصورة هذا النجاح المزيف وتتدفق عليهم الهدايا والدعوات والسفرات، إذن ماذا يفعل من هو مثلي ومثلك ممن يحيون يوماً عادياً لا يحتوي علي أي شيء مختلف أو لا ترسل إلينا فيه أي هدايا ودخلنا ثابت كما هو لا نستطيع به أن نجوب العالم بل أقصي ما نستطيع فعله إسعاداً لأرواحنا هو قطعة شيكولاتة من النوع المفتخر كي نشعر بالرفاهية.

حتماً سيدخل الي قلبك النقم والحقد واليأس والاحباط. وربما تدخل في دائرة الفشل لأن وقتها عقلك سيرسل هذه الإشارة الملعونة "أنا فاشل".

لكني هنا أقف وأقول لك: لا يا عزيزي. أنت لست فاشلاً. أنت انسان طبيعى. يحقق نجاحاً مناسباً لحياته ولم ينته بعد لأنك بمنتهي البساطة لازلت علي قيد الحياة.

مازلت تتنفس وتنبض بقلبٍ قوي وعقل واعٍ له القدرة علي التفكير والتخطيط والبرمجة. برمجة الحياة علي ما هو عقلاني، واقعي، طبيعي ومناسب لك أنت. من حقك أن تحلم بالوظيفة المرموقة والمال الوفير، ولكن أيضاً عليك أن تعمل جاهداً إليه لأنه لن يأتي إليك زاحفاً يدق بابك كي يدخل في سلام. عليك أيضاً ألا تقصر نجاحاتك وسعادتك علي وظيفتك أو رصيدك في البنك، بل انظر حولك ليومٍ واحد. انظر الي اهلك، أبنائك، اصدقائك، بيتك، ملابسك، غذائك. ولا تنس أن تنظر الي نفسك. فأنت في أحسن حالاتك، في أحسن صورك. فقط أؤمن بنفسك وقدرها فهي تستحق النظر والتقدير.

 

 

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة