أعلن الدكتور عيسى زيدان مدير عام الشئون التنفيذية للترميم بالمتحف المصرى الكبير والمشرف على ترميم مركب خوفو الثانية، الانتهاء من نحو 98 فى المائة من المرحلة الأولى لمشروع المصرى اليابانى العملاق لاستخراج وترميم مركب خوفو الثانيه بالهرم، استعدادا لمرحلة أعمال الترميم النهائى و تجميع المركب وعرضها فى قاعة خاصة بها بالمتحف المصرى الكبير.
وقال زيدان، إنه تم استخراج ما يقرب من 1272 قطعة خشبية من الحفرة الموجود بها المركب حتى الآن، وكانت عبارة عن 13 طبقة داخل الحفرة، وذلك بعد إجراء عمليات التأمين والحماية لها، حيث تم تغليفها بالورق اليابانى كوسيلة تقوية وحماية اثناء عمليه الرفع، وتم تسجيلهم بداخل المعمل وتحديد الحالة الراهنة لهم.
وتابع أنه تم إجراء عملية ترميم أولى لـ 1200 قطعة خشبية، ونقل حوالى 1006 قطع إلى مخازن المتحف المصرى الكبير، وجارى حاليا البدء والتجهيز للعمل فى المرحلة الثانية من أعمال الترميم النهائى وتجميع المركب بالمتحف الكبير.
كما كشف زيدان عن البدء فى إنشاء مبنى فريد يليق بعظمة الملك خوفو ملحق بالمتحف الكبير، قام بتصميمه اللواء عاطف مفتاح المشرف العام على المتحف، لتعرض فيه مركب خوفو الثانية بعد تجميعها، بجوار مركب خوفو الأولى، والتى سيتم نقلها خلال الفترة المقبلة من موقعها الحالى داخل متحف خاص بمنطقة آثار الهرم.
وعن تاريخ اكتشاف مركبى الملك خوفو.. أوضح أنه فى 26 مايو عام 1954 أعلن المهندس كمال الملاخ عن اكتشاف، يعد من أهم الاكتشافات الفريدة من آثار الملك خوفو، وهو حفرتين لمراكب الملك خوفو، والتى سميت ( بمركب الشمس)، و عثر عليها فى الجهه الجنوبية للهرم الاكبر.
وأضاف أن عالم الآثار كمال الملاخ و المرمم أحمد يوسف عملا على اكتشاف وترميم وإعادة تركيب المركب الأولى، والتى خرجت إلى النور بعد أن مكثت فى باطن الأرض ما يقرب من 5000 سنة، وتعرض حاليا فى المتحف الخاص بها الذى افتتح عام 1982 م .
وبالنسبة لمشروع مركب خوفو الثانية، أكد الدكتور عيسى زيدان أن مشروع ترميم واستخراج أخشاب مركب خوفو الثانية يعد واحدا من أكبر مشروعات الترميم والتى تعبر عن أوجه التعاون المثمر بين اليابان ومصر، ويتم بالتعاون مع وزارة الآثار وجامعة واسيدا اليابانية وجامعة هيجاشى نيبون الدولية برئاسة دكتور ساكوجى يوشيمورا وبدعم من هيئة التعاون الدولية (الجايكا).
وأشار إلى أن المشروع منذ البداية استهدف رفع القطع الخشبية الخاصة بالمركب الثانية من داخل الحفرة، والعمل على ترميمها وإعادة تجميعها لعرضها داخل قاعه خاصة بالمتحف المصرى الكبير... وأوضح أنه فى عام 1987 تم الاتفاق بين هيئة الأثار و الجميعة الجغرافية الأمريكية على تنفيذ مشروع لتصوير محتويات الحفرة الثانية دون المساس بمحتوياتها أو حدوث تغيير فى مناخها و بيئتها، وإدخال الأجهزة القياسية لمعرفة الحرارة والرطوبة داخل حفرة المركب، وقام المهندس ( بوب مورس ) المتخصص فى تكنولوجيا الحفر بتصميم الجهاز الذى سوف يستخدم فى ثقب الحفرة دون المساس ببيئتها أو تسريب الهواء إلى داخلها.
وأضاف أن فريق العمل المصرى اليابانى فى مصر بدأ العمل بمشروع مركب خوفو الثانية منذ عام 1992 وحتى تاريخه، وقد وضعت الخطة المقترحة لهذا المشروع بالكشف عن المركب، ثم ترميم وتجميع أجزائها، و نقلها للعرض بالمتحف المصرى الكبير فى قاعة خاصة .
وحول الاختلاف بين مركب خوفو الأولى والثانية، أوضح الدكتور عيسى زيدان أن المركب الأولى كانت فى حالة جيدة من الحفظ، أما الثانية فكانت فى حالة سيئة للغاية، والجميع فقد الأمل فى ترميمها حيث كانت الأخشاب فى حالة تحلل، حتى بدأ التعاون الدولى المثمر بين مصر واليابان لاستخراج المركب.
وتابع " يوجد فروقات قليلة بين المركب الأولى والثانية، فالشكل والحجم يكاد يكون واحد، ولكن الاختلاف فقط يوجد فى المجاديف وبعض الأشياء الصغيرة".
من جانبه .. عرض الدكتور ساكوجى يوشيمورا رئيس جامعة هيجاشى نيبون الدوليه اليابانية ورئيس بعثة مركب خوفو الثانية، الأعمال التى تمت بالمشروع، ففى عام 2008 تم وضع خطة عمل المشروع والتى تضمنت عدة مراحل رئيسية.
وأوضح أن المرحلة الأولى تضمنت تجهيز الموقع بعمل تغطية ( هانجر) تحيط بموقع الحفرة الموجود بها المركب كاملا وبجواره أماكن لبناء معمل ترميم ومخازن، وبداخل الهانجر الكبير تم عمل تغطية (هانجر ) صغير على حدود الحفره فقط لتقييد الظروف البيئية للحفرة عند رفع البلاطات الحجرية التى تغطى حفرة المركب .
وأضاف أنه فى عام 2010 تم رسم مساقط أفقية لسور الهرم المحيط والذى كان يغطى حفرة، وإجراء توثيق للسور الاثرى باستخدام الليزر سكان بالتعاون مع أكاديمية مبارك للعلوم.. وقال إنه فى عام 2011 بدأت المرحلة الثانية حيث تم رفع الغطاء الحجرى الذى يغطى حفرة المركب والذى يقدر بـ 44 كتلة حجرية (غطاء حجري) كان يغطى حفره المركب وتتراوح أوزانها بين 11 إلى 18 طنا وتم وضعه خارج الحفرة، وتم ضبط درجة الحرارة والرطوبة داخل الهانجر قبل بدء أعمال الرفع.
وتابع أنه تم عزل سقف حجرة الحفرة بألواح خشبية معالجة كيميائيا تم استيرادها من اليابان للحفاظ على معدل الحرارة والرطوبة، وتم وضع الألواح الخشبية فور رفع الغطاء الحجري، كما تم إنشاء وتجهيز معمل للترميم ومخزن مؤقت بالموقع لحفظ أخشاب المركب بعد معالجتها لحين إعادة التركيب.
كما أشار يوشيمورا إلى أن المرحلة الثالثة بدأت عام 2012، وهى المرحلة التى تم فيها أخذ عينات من الأخشاب وإجراء كافة التحاليل العلمية والمعملية عليها فى مصر واليابان، طبقا لموافقات اللجنة الدائمة للآثار المصرية، من أجل تحديد مظاهر التلف المختلفة وأنواع التلف الميكروبيولوجى متمثلا فى الإصابات الفطريات والحشرية التى توجد بالأخشاب.
وأوضح أنه بناء على نتائج تلك التحاليل تم وضع خطة الترميم المناسبة لبدء العمل فى ترميم ومعالجة أخشاب المركب، مع الانتهاء من تجهيز معمل الترميم والمخزن الخاص بالاخشاب بالموقع لتكون جاهزة قبل البدء فى اعمال الترميم .
ولفت إلى أنه فى عام 2014 بدأت المرحلة الرابعة من المشروع ( وهى المرحلة الحالية ) والتى يتم فيها رفع الأخشاب من حفرة المركب إلى معمل الترميم وبداية ترميم وتقوية الأخشاب قبل إعادة التركيب، والتى تم من خلالها إجراء الدراسة التجريبية اللازمة لتقييم مواد التقوية التى سوف تستخدم فى أعمال التقوية، وتم التوصل إلى المواد التى تم استخدامها فى أعمال التقوية.
وتابع قائلا إنه تم إجراء اختبارات التقادم على هذه المواد ودراسة الاختبارات المعمليه لها لاستنتاج مدى نجاحها، وما هو تأثيرها بعد مرور مائة عام على عمليات التقوية بهذه المواد، وتم التوثيق اللازم لجميع الطبقات التى يتم رفعها باستخدام تقنية التصوير ثلاثى الأبعاد.
وأضاف أنه تم البدء فى أعمال الترميم الأولى والتدعيم للقطع المتدهورة داخل الحفرة، تمهيدا لرفعها والبدء فى إجراءات الترميم داخل المعمل، كما يتم تنفيذ رسم يدوى وتوثيق باستخدام التصوير ثلاثى الأبعاد لكل قطعة بعد انتهاء المرحلة الأولى من الترميم، تمهيدا لتجميع المركب باستخدام برامج الحاسب الألى قبل البدء فى تجميع المركب على الواقع.