أكرم القصاص - علا الشافعي

هل سمعت عن خالد بن سنان العبسى.. لماذا يزعم البعض أنه نبى عربى؟

الجمعة، 11 سبتمبر 2020 06:30 م
هل سمعت عن خالد بن سنان العبسى.. لماذا يزعم البعض أنه نبى عربى؟ كتاب أنبياء البدو
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
من الشخصيات التى تشير إليها الكتب التراثية "خالد بن سنان العبسى" ويذهب البعض إلى أنه كان من أنبياء العرب غير المذكورين فى القرآن الكريم، وفى التقرير التالى نتعرف عليه، من خلال كتاب "أنبياء البدو الحراك الثقافى والسياسى فى المجتمع العربى قبل الإسلام" لـ محمد سعيد.
 
ويقول الكتاب إنه، أوّل ما يلاحظ أنّ المصادر تتفاوت فيما تسنده من أهمّيّة إلى أخبار خالد بن سنان، تغيب أخباره من أبرز الموسوعات الأدبيّة والحوليّات التّاريخيّة مثل كتاب الأغانى وتاريخ الطّبرى وأنساب البلاذرى وتاريخ اليعقوبى وغيرها47، وفى هذا الأمر ما يثير بعض الانتباه والتّساؤل، لأنّ صورة الرّجل بقيت حيّة فى مصادر أخرى كثيرة كما سنرى، وأخباره تتقاطع، إلى حدّ ما، مع مادة السّيرة المحمّديّة، يضاف إلى هذا أنّه ينتمى إلى قبيلة عبس، قبيلة عربيّة صميمة واقعة فى محور الحراك التّاريخى فى المرحلة القبل إسلاميّة.
و لا نلحظ بعض "الاهتمام" بأخباره إلا فى الحوليّات المتأخّرة، ورغم أنّ ما يرد فيها يشهد على بقائِه فى دائرة الأدب التّاريخى المتأخّر، فإنّه لا يتعدّى بعض الأخبار المتباعِدة وصلتنا فى صورة متكلّسة، هذه الحال على سبيل المثال فى الكامل فى التّاريخ، حيث فقرة من بعض أسطر عنوانها: "ذكر خالد بن سنان العبسى"، أو فى البداية والنّهاية لابن كثير الّذى يجمع بعض أخبار خالد فى فصل عنوانه "ذكر جماعة مشهورين فى الجاهليّة"، تبدو لنا الصّورة متكلّسة لأنّ أخبار خالد بن سنان ترد خارج سياق الأحداث التّاريخيّة، ويمثّل هذا عامل ضعف كبير فيها، هل من الضّرورى الإشارة إلى أنّ الدّراسة التّاريخيّة تسير فى اتّجاه عكسيّ، اتجاه إعادة الشّخصيّة إلى سياقها التّاريخيّ؟
 
وشهد الإخبار عن خالد بن سنان شيئاً من الحيويّة، على الأقل من النّاحية الكمّيّة، فى صنف آخر من المصادر القديمة، تلك الممثّلة عن أقدم ما وصلنا من أشكال المعرفة التّاريخيّ،. من هذه المصادر جمهرة النسب لابن الكلبى. يضع ابن الكلبى خالد بن سنان موضعه من نسب بنى عبس ويشير إلى بعض صحبه فى "حادثة إطفاء نار الحدثان" من هذه المصادر تاريخ المدينة المنوّرة لعمر بن شبّة، وهو مصدر قريب من دائرة السّيرة، منها كذلك تلك المصادر الّتى يغذّى أصحابَها حسّ موسوعى استطرافى. فإلى جانب مروج الذّهب للمسعودي هناك كتاب الحيوان للجاحظ والمعارف لابن قتيبة وكتاب الاشتقاق لابن دريد وثمار القلوب للثّعالبي ونشوة الطّرب لابن سعيد الأندلسيّ، ترد فى كلّ هذه المصادر، ولو فى مضمون رتيب ومتكرّر، مواد متعلّقة بخالد بن سنان.
 
نلحظ إمكانية أخرى للاستخبار، ولو كانت فى منتهى الضّعف والهزال، فى كتب التّراجم، ولا سيما المتأخّرة. ما من شكّ فى أنّ اهتمام هذا الصّنف من المؤلفين جاء نتيجة لتلك المصادفة الحسنة المتمثّلة فى رواج الحديث النّبوى المتعلّق بخالد "نبـى ضيّعه قومه"، من هذه المصنّفات: بغية الطّلب لابن العديم، والمنتظم لابن الجوزي، والإصابة لابن حجر، وترد فى هذه المصادر دلائل كثيرة على اهتمام قديم به عند أهل الحديث.
 
ويتمحور الإخبار عن خالد بن سنان العبسى حول معطى مركزى يتمثّل فى أنّه من أنبياء "أهل الفترة"، و"الفترة" مفهوم إسلامى يعنى الفترة الزّمنيّة الفاصلة بين رسالة الرسول محمّد، وبين نبوة عيسى، أهل الفترة يقول المسعودي: "جماعة من أهل التّوحيد وممّن يقر بالبعث، وقد اختلف النّاس فيهم: فمن النّاس من رأى أنّهم من الأنبياء، ومنهم من رأى غير ذلك"، تختلف الرّوايات كثيراً فى شأن عددهم وأزمنتهم وأسمائهم. خالد بن سنان فى منظور الكثير من الرّواة هو آخرهم، وينجرّ عن ذلك أنّه أقربهم إلى زمن الإسلام، إذ انقضت حياته، مثلما سيتبين ذلك، فى القرن السّادس.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة