أكرم القصاص - علا الشافعي

محمد أحمد طنطاوى

حمامات الطرق السريعة.. الدخول بعد دفع ثمن التذكرة

الأربعاء، 09 سبتمبر 2020 11:44 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

لو كنت من هواة السفر إلى الأماكن السياحية الشهيرة التى يرتادها المصريون خلال إجازة المصيف، مثل الإسكندرية، ومطروح والغردقة وشرم الشيخ، ستعرف جيدا الظاهرة التى أتحدث عنها، وحجم التردى للكافيهات الموجودة على الطرق السريعة، والسلوكيات الموجودة بها، والخدمة الرديئة التى تجعل وقت الاستراحة فى الطريق من أسوأ القرارات التى قد تتخذها خلال الرحلة، وقد تجعلك تعيد حساباتك في السفر إلى هذه المدينة أو تلك، نظرا لطول الطريق وغياب الخدمات عليه.

ولو ضربنا مثالا واحدا لهذه القصة كالمسافة بين القاهرة والغردقة، التى تصل إلى نحو 465 كيلو متر تقريبا، ولو كنت ذاهبا إليها بالسيارة أو الباص، ستتوقف بعد نصف الطريق غالبا فى أحد استراحات منطقة الزعفرانة، وإن كان مظهرها الخارجي مجهز ومعد لاستقبال المصطافين أو الزوار و السياح من مختلف المحافظات، إلا أن الخدمة داخلها متردية، والأسعار 4 أضعاف الحقيقى، ولا يوجد مطعم واحد أو كافية يحمل علامة تجارية مميزة أو يمثل شركة أو مؤسسة كبيرة، بل أغلبها أسماء مجهولة، عليك أن تعيد حساباتك ألف مرة قبل شراء أى شيء منها خاصة المأكولات والمشروبات.

  كل ما سبق قد يكون جائزا ومقبولا بدافع الربح السريع وجمع الأموال على حساب الخدمة، إلا أن مشهد دخول "الحمامات" نظير تذكرة أو بون يعصف بكل معايير الإنسانية والخدمة التى يتم تقديمها للمصريين أو الأجانب، فلا يمكن بأى حال أن تكون هناك تسعيرة حتى يقضى الإنسان حاجته، ويتم وضع موظف على مكتب صغير أمام المراحيض، حتى ُيحصل المبالغ المطلوبة، والتسعيرة من 2 جنيه حتى 5 جنيهات، وهنا أتذكر عندما كنت فى رحلة إلى فرنسا مع مجموعة من الصحفيين ورؤساء التحرير عام 2016، لحضور وقائع الاستلام الرسمية لحاملة المروحيات " الميسترال" من ميناء سان ناذير، شمال غرب فرنسا، الذى يبعد عن العاصمة باريس حوالى 700 كيلو متر، وقد كان الباص المسئول عن نقلنا من مطار شارل ديجول في باريس إلى المرفأ الفرنسي، يتوقف كل ساعتين تقريبا فى استراحات على جانب الطريق مزودة بحمامات على أعلى مستوى من النظافة، لا يوجد فيها أي موظفين أو عمال، ومحاطة بغابات شجرية بديعة المنظر، دعتنا إلى التقاط مجموعة من الصور بجوارها، بل إننى حتى الآن أحتفظ بصورة منها للبروفايل الخاص بى على " فيس بوك".

الاستراحات الموجودة على الطريق والمطاعم والكافيهات من باريس إلى سان ناذير أسعارها عادية جدا، بل أقل من العاصمة، فلن تجد زجاجة المياه بأربعة أضعاف ثمنها أو وجبة البطاطس والبرجر يزيد ثمنها عن عشاء فاخر في فندق 5 نجوم، وهنا يتجلى المعنى الحقيقى للمدنية والوعى.

الطرق السريعة في مصر تحتاج إلى خدمات حقيقية، تشرف عليها الدولة بصورة مباشرة، بحيث تقدم خدمة محترمة ومتميزة، تعبر عن ثقافة وتحضر هذا البلد، فالأمر يبدو للبعض سهلا بسيطا إلا أن مثل هذه الأمور قد تترك انطباعا يدوم لفترات طويلة، لذلك علينا الاهتمام بهذه التفاصيل، التى لن تحتاج إلى جهد لإصلاحها أو تطويرها.

 









الموضوعات المتعلقة

"سبلايز" كورونا والعام الدراسى الجديد

الثلاثاء، 08 سبتمبر 2020 11:43 ص

يعنى ايه "تطبق الشروط والأحكام"؟!

الإثنين، 07 سبتمبر 2020 11:43 ص

برامج تحفيز عاجلة لقطاع السياحة..

الإثنين، 31 أغسطس 2020 01:51 م

تحليل " PCR" للسائح!

الأربعاء، 26 أغسطس 2020 11:54 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة