أكرم القصاص - علا الشافعي

كيف استعد أحمد عرابى للقاء الخديوى توفيق فى عابدين لعرض مطالب الأمة المصرية؟

الأربعاء، 09 سبتمبر 2020 10:13 ص
كيف استعد أحمد عرابى للقاء الخديوى توفيق فى عابدين لعرض مطالب الأمة المصرية؟ أحمد عرابى والخديوى توفيق
كتب أحمد منصور

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

الثورة العرابية حركة وطنية قومية انبعثت فى مصر أواخر القرن الماضى، حيث ثار الوطنيون من مدنيين وعسكريين على تدخل الأجانب فى شئون مصر، وعلى فساد الحكم الذى كانت تخضع له البلاد، وفى مثل هذا اليوم 9 سبتمبر من عام 1881م، بدأت الثورة العرابية فى مصر بقيادة أحمد عرابى عندما توجه فى موكب مع قادة الجيش المصرى إلى قصر عابدين مقر إقامة الخديوى توفيق لعرض مطالب الأمة فى الحكم الرشيد، فكيف أعد عرابى لهذا اليوم.

اجتمع عرابى برؤساء الحزب الوطنى، وكان قد تجمع لديهم عرائض من الشعب يطالب الشعب فيها بعزل وزارة رياض ودعوة مجلس نواب على أساس دستورى، واتفق الزعماء على أن يقوم الجيش بمظاهرة سلمية تأييدًا لمطالب الأمة، وحدد لهذه المظاهرة الوطنية الكبرى اليوم التاسع من سبتمبر عام 1881، حسب ما جاء فى كتاب "فصل فى تاريخ الثورة العرابية"، لمحمود الخفيف.

وأوضح كتاب "فصل فى تاريخ الثورة العرابية"، أن عرابى أخذ للأمر عدته، فكتب إلى وزير الحربية ينبئه بأن آلايات الجيش ستحضر إلى ساحة عابدين فى الساعة الرابعة بعد ظهر يوم الجمعة 9 سبتمبر، لعرض طلبات عادلة تتعلق بإصلاح البلاد وضمان مستقبلها.

وأرسل عرابى إلى قناصل الدول ينبئهم ألا خوف على الأجانب، فإنها مظاهرة سلمية، ذعر الخديو ووزراؤه واجتمعوا ليتشاوروا فى الأمر، وأوفد الخديو ياوره طه باشا لطفى إلى عرابى ليقنعه بالعدول عن المظاهرة، فرد عرابى بقوله : إنها مظاهرة عادلة لابد منها لضمانته حرية الأمة وسعادتها"، وفى هذا الذى صنعه الخديو ومن معه، أبلغ دليل  على ما وصلوا إليه من ضعف وقله حيله".

واستدعى الخديو إلى قصره بالإسماعيلية  السير وكلند كلفن المراقب المالى الإنجليزى فاستشاره ماذا يفعل، قال كلفن يشير إلى ذلك "فنصحت إليه أن يقاوم فقد أخبرنى رياض باشا أن فى القاهرة فرقتين مواليتين، لذلك أشرت على الخديو أن يدعوهما إلى عايدين مع ما يمكن الاعتماد عليه من الحرس الحربى، فإذا ما وصل عرابى قبض عليه بشخصه، فأجابنى أن لدى عرابى بك المدفعية والفرسان وربما أطلقوا النار، فأجبت بأنهم لن يجرؤوا على ذلك، ومتى توفرت له الشجاعة وعرض نفسه شخصيًا فسيقضى على المتمردين وإلا فهو هالك".

وفى عصر ذلك اليوم المشهود تحرك الجيش المصرى نحو عابدين، فخطت الثورة الوليدة أجرأ خطواتها وأبعدها أثرًا فى تطورات الحوادث فيما بعد.

واحتشد فى عابدين نحو 4000 جندى معهم مدفعيتهم وضباطهم، وأرسل عرابى يستدعى على بك فهمى من داخل القصر، فعاتبه، فرد على فهمى بفوله :"إن السياسة خداع"، ثم انضم بفرقته إلى الجيش، فأصبح القصر خاليًا من كل العناصر المقاومة، وتجمع وراء صفوف الجيش آلاف من أهل القاهرة، واشرأبت أعناق الشعب الذى طالما صبر على المذلة، وتطلع فوق اأكتاف الجند، واسم عرابى على الألسن وهو على ظهر جواده يتأهب لمقدم الخدية ليسمعه كلمة مصر، كلمة الشعب الذى اختار جده بإرادته بالأمس واليًا على البلاد، وما اعظم أن ينطق بهذه الكلمة اليوم فلاح من أعماق القرى، فيتحدى بها الخديو الذى كان يظن ألا رأى إلا رأية.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة