أكرم القصاص - علا الشافعي

زينب عبداللاه

لغز لص الطوابق

الجمعة، 01 يناير 2021 06:35 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

عادت الزوجة الشابة ومعها طفليها من منزل أسرتها، حيث اعتادت أن تجتمع العائلة كل يوم جمعة، صعدت إلى شقتها بالدور الحادى عشر فى إحدى عمارات منطقة الطوابق بشارع فيصل، وبمجرد أن وقفت أمام شقتها كادت تنهار من الصدمة، فوجئت الزوجة بباب شقتها مكسور ولمحت محتوياتها مبعثرة، ظلت تصرخ هى وأطفالها فى جنون وقد أدركت أن لصاً دخل إلى الشقة فترة غيابها هى وزوجها، اجتمع الجيران وكانت الصدمة مع كل دقيقة تمر وكل خطوة تتقدم فيها إلى داخل الشقة لترى كل شبر فيها وقد تم نبشه وبعثرته.

جرت الزوجة إلى حيث تحتفظ بكل ما تملك هى وزوجها من حصيلة شقاء السنين من مصوغات ذهبية وأموال وأشياء ثمينة ورثتها عن والدتها أو أهداها لها زوجها أو حتى الهدايا الخاصة بأطفالها، واللاب توب الخاص بهما لتكتشف أن اللص سرق كل ماهو غال وثمين ونبش كل ركن فى الشقة وانتهك حرمة المنزل، ظلت تصرخ فى هيستيريا هى وأطفالها من هول الصدمة والرعب.

 ظلت الزوجة تجرى فى أركان الشقة خوفا من أن يكون زوجها الذى تركته فى المنزل قبل نزولها موجودا فى الشقة أثناء سرقتها وأن يكون قد أصابه مكروه، وهدأت بعض الشيئ حين اتصل به أحد الجيران وعرف أنه نزل من الشقة بعد خروج زوجته، وهنا أدرك الجميع أن اللص كان يتابع الأسرة ويرصد تحركات الزوجين حتى انتهز فرصة عدم وجودهما وصعد لسرقة الشقة.

حالة من الانهيار والصدمة والهستيريا أصابت الزوجة والأبناء، جاء الزوج بسرعة ليتصل بالشرطة وخلال هذه الفترة راجع الجيران كاميرات إحدى الشقق بالطابق الثانى، وكانت المفاجأة أنه تم رصد اللص أثناء صعوده إلى الشقة وأثناء نزوله منها حاملاً حقيبة مدرسة خاصة بأحد الطفلين وقد جمع فيها المسروقات، وفى أقل من ساعة تعرف أحد الجيران والبواب على اللص، الذى كان يتردد على عمته التى كانت تسكن إحدى شقق العمارة قبل أن تنتقل منها إلى شقة أخرى بنفس المنطقة.

شعر الزوجين ببصيص أمل بعد أن تم معرفة هوية السارق خلال ساعتين بعد اكتشاف السرقة وظنا أن هذا الأمل قد يقود إلى القبض على اللص واستعادة شقاء السنين وكل ما تملكه الأسرة قبل أن يضيع، ولكن شيئاً من هذا لم يحدث.

استدعى الزوج الشرطة التى تأكدت من هوية السارق وعناوين أقاربه بالمنطقة و تعرف أحدهم على اللص وأدلى باسمه الرباعى، إضافة إلى عدد من مقاطع الفيديو التى سجلتها كاميرات إحدى الشقق وصيدلية أسفل العقار يظهر فيها اللص بوضوح، وبدأ الأمل يزداد فى أنه سيتم القاء القبض عليه خاصة وأنه تبين أنه مسجل خطر وعليه عدد من الأحكام، وتم عمل محضر بالواقعة برقم 50392 جنح الهرم بتاريخ 24 أكتوبر 2020،باسم الزوج ياسر نصر صفى ، وأدلت الزوجة بأوصاف وصور المسروقات والمشغولات الذهبية وتم استصدار أمر ضبط وإحضار من النياية للمتهم ورغم ذلك لم يتم القبض عليه.

والأكثر من ذلك أنه وقع عدد من حالات السرقة بنفس الطريقة لعدد من الشقق المجاورة بالمنطقة قبل وبعد واقعة السرقة الخاصة بالزوجين، ومر ما يقرب من الشهرين و لم يتم القبض على المتهم رغم معرفة كل المعلومات عنه وعن أسرته وسجل سوابقه.

 وكلما مرت الأيام تبدد الأمل لدى الزوجين فى استرداد حقهما فى سرقة شقاء السنين وانتهاك حرمة منزلهما وتعريض حياتهما وحياة أطفالهما للخطر، فماذا لو دخل اللص ووجد أى منهم بالمنزل، وماذا لو دخلت الزوجة أو الزوج أثناء ارتكابه لجريمته ؟ أليس من المؤكد أن تتحول جريمة السرقة إلى جريمة قتل بشعة، وهل يجب أن تكون كذلك حتى يتم القبض على القاتل؟

إن أخطر أنواع السرقات هى تلك التى يدخل فيها اللص إلى شقق سكنية، لأنها غالبا تتحول إلى جرائم قتل إذا صادف السارق أحد سكان الشقة أثناء جريمته حتى وإن كان طفلاً ، وهو ما يتوقع معه أن يرتكب لص الطوابق المحترف جريمة قتل أثناء قيامه بعمليات السرقة التى اعتادها، فهل ننتظر حتى تقع جريمة قتل ليتم القبض على هذا اللص المحترف؟

إننا نناشد وزير الداخلية لحل لغز لص الطوابق الذى يهدد المنطقة ويعرض حياة سكانها للخطر ، بل وربما لا يزال خطره يهدد حياة الزوجين وأطفالهما، وما حدث للسيدة التى أحرقها لص أمام أحفادها لأنها أرشدت عنه بعد سرقته لشقة جيرانها خير شاهد على ما يمكن أن يفعله هؤلاء المجرمين بضحاياهم؟ ومن يرشدون عنهم فهل ننتظر أن تقع المزيد من هذه الجرائم؟ خاصة وأن المنطقة التى يسكن فيها الزوجين محل نشاط المجرم وتكررت فيها جرائمه وتسكن فيها عائلته؟

نعرف أن الشرطة تهتم كثيرا بجرائم القتل ووصلت إلى درجة عالية من الإحترافية فى الوصول إلى مرتكبى جرائم القتل فى وقت قياسى، ونتمنى أن يتم الاهتمام بجرائم سرقة الشقق والوصول لمحترفى هذه السرقات، بنفس الاحترافية والمهارة لتفادى جرائم القتل التى يقع ضحيتها أبرياء ونساء وأطفال، إذا ما تصادف وجودهم فى هذه الشقق أثناء سرقتها، حيث لا يتورع هؤلاء اللصوص الذين تجرأوا على انتهاك حرمات المنازل فى إزهاق أرواح قاطنيها للفرار بالمسروقات دون القبض عليهم. فكيف يشعر المواطنون بالأمان فى بيوتهم وهؤلاء المجرمون طلقاء يمارسون نشاطهم الإجرامى ويعيثون فى الأرض فسادا؟

إننا نضع لغز لص الطوابق على مكتب اللواء محمود توفيق وزير الداخلية ونحن على ثقة بأنه سيحل هذا اللغز ولن يهدأ حتى يتم الوصول لهذا المجرم الذى يهدد حياة وأمان المواطنين.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة