وذكرت الصحيفة - فى افتتاحيتها اليوم الثلاثاء، على موقعها الإلكتروني تحت عنوان (الديمقراطية الأمريكية أضحت محفوفة بمخاطر جسيمة) - "أن جو بايدن حقق نصرًا حاسمًا في الانتخابات الرئاسية الأمريكية .. كما أن حجم هامش فوز الديمقراطيين أدى إلى الكثير لتهدئة المخاوف الفورية بشأن مستقبل الديمقراطية الأمريكية .. وكان من المتوقع أن يسعى ترامب إلى قلب النتيجة بأي وسيلة متاحة.

وأضافت "لكن في الشهرين اللذين أعقبا التصويت، أظهرت المؤسسات الأمريكية قوتها ، حيث رفضت المحاكم على كل المستويات جهود ترامب غير المجدية لإلغاء الانتخابات ، وقام المسئولون العموميون والكثير منهم أعضاء في حزب ترامب الجمهوري بعملهم في دعم الديمقراطية وسيادة القانون.


وتابعت الصحيفة" أن هذا جيد جدا ، لكن في الحقيقة لاتزال الديمقراطية الأمريكية بعيدة عن الأمان .. فمع اقتراب تنصيب بايدن في 20 يناير الجاري، أصبحت جهود ترامب لتخريب الانتخابات أكثر يأسًا وخطورة، وأضحت الأعماق التي غرق فيها الرئيس أكثر وضوحًا مع تسريب محادثة مسجلة بين ترامب وبراد رافينسبيرجر، وهو أكبر مسئول انتخابي في ولاية جورجيا، وسُمع الرئيس وهو يحاول بوضوح قلب انتخابات الولاية، متشبثًا بالحجج الزائفة ونظريات المؤامرة".


وأبرزت الصحيفة تأكيد العديد من المحامين على أن حديث ترامب مع رافينسبيرجر تمنح أسبابًا لمقاضاة ترامب ومع ذلك، أشاروا إلى أن الأولوية العاجلة الآن هي حماية وتأمين الانتقال السلس إلى رئاسة بايدن.


وذكرت "أن هناك لحظة حاسمة ستشهدها الولايات المتحدة غدا الأربعاء، عندما يجتمع الكونجرس للمصادقة على نتائج الانتخابات .. وعادة ما تكون هذه العملية إجراءً شكليا، ولكن من المخزي أن أكثر من ثلثي الأعضاء الجمهوريين في مجلس النواب، بجانب عدد كبير من أعضاء مجلس الشيوخ، قالوا إنهم سيرفضون التصديق على هذه النتائج .. ولكي تنجح هذه الخطوة، فإنها تتطلب أغلبية في مجلسي النواب والشيوخ، ويبدو من المؤكد أنها لا تزال دون المستوى المطلوب".


وأضافت (فاينانشيال تايمز) " مع ذلك، فإن دور مايك بنس، نائب الرئيس ترامب، الذي يجب أن يعلن النتيجة، لا يزال غامضًا بشكل مقلق .. ومن المحتمل أنه سيحاول نوعًا من الحيلة الإجرائية للحفاظ على آمال ترامب في الاستمرار بالبيت الأبيض.. وهذا من شأنه أن يطيل فترة العذاب .. حيث لا يوجد مسار قانوني أو دستوري لترامب لا يؤدي به في النهاية إلى طريق مسدود".


وتابعت " ثمة احتمال آخر مقلق يكمن في الاقتراح الذي قدمه بعض الموالين لترامب - بمن فيهم مايكل فلين، مستشاره السابق للأمن القومي، بأنه يتعين على الرئيس إعلان الأحكام العرفية .. ورداً على مثل هذه التهديدات، وقع وزير دفاع سابق على قيد الحياة على رسالة مشتركة تقول إن وقت التشكيك في النتائج قد ولي وأن الجيش الأمريكي يجب ألا يلعب أي دور في تغيير النتيجة".


ورأت الصحيفة البريطانية "أن هذه الرسالة مطمئنة ومثيرة للقلق في الوقت ذاته، فرغم أن استعراض الوحدة بين الحزبين هي أمر مُرحب به، خاصة وأن الرسالة موقعة من قبل جمهوريين مشهورين مثل ديك تشيني ودونالد رامسفيلد، غير أنه لا يزال من المقلق أن يشعر كبار الشخصيات من هذا النوع بالحاجة إلى التحدث علانية ، ومن الواضح أن الأمر يثير التساؤل عما يمكن أن يحدث وراء الكواليس".


والمزعج أيضًا - حسبما ذكرت الصحيفة - هو احتمال أن يتبنى ترامب نوعًا من الأزمات العسكرية الخارجية، في محاولة لخلق جو طارئ قد يسمح له بتأخير أو منع تسليم السلطة ، حيث زادت إيران لتوها من تخصيب اليورانيوم بنسبة 20 % واحتجزت ناقلة ترفع علم كوريا الجنوبية في مياه الخليج، مما أدى إلى تأجيج التوترات مع الولايات المتحدة ، مع ذلك، من غير المرجح أن تؤدي حالة الطوارئ في السياسة الخارجية إلى تعليق العملية الديمقراطية التي يسعى إليها ترامب.


وأخيرا، اختتمت الصحيفة البريطانية افتتاحيتها قائلة "على الرغم من أن ذلك يبدو غير عادي، وإذا وصل إلى حد الانقلاب سوف يفشل بكل تأكيد، إلا أن الأسبوعين المقبلين سيختبران بشدة قوة المؤسسات الأمريكية، وشجاعة مسؤوليها الحكوميين!".