أكرم القصاص - علا الشافعي

أبطال ضحوا بأرواحهم ليحيا الوطن.. الشهيد عبدالرحمن محمد عنوان للشجاعة والبطولة والفداء..قتل 12 إرهابيا وهو مصاب.. والده: عاش راجل ومات راجل.. أم الشهيد: ابنى كان ملاك ماشى على الأرض وفخورة إنى أم الشهيد.. فيديو

الأحد، 10 أكتوبر 2021 05:00 ص
أبطال ضحوا بأرواحهم ليحيا الوطن.. الشهيد عبدالرحمن محمد عنوان للشجاعة والبطولة والفداء..قتل 12 إرهابيا وهو مصاب.. والده: عاش راجل ومات راجل.. أم الشهيد: ابنى كان ملاك ماشى على الأرض وفخورة إنى أم الشهيد.. فيديو أبطال ضحوا بأرواحهم ليحيا الوطن (2)
الدقهلية - مرام محمد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

دوما ما يضرب الجيش المصرى برجاله وأبطاله أروع الأمثلة فى التضحية والفداء، فهم رجال اختاروا الوطن والسلام ووهبونا الحياة، وصدقوا ما عاهدوا الله عليه وأعلوا راية هذا الوطن فى السماء.

 

المجد للشهداء وخير جنود الأرض التى ستظل ذكراهم فى قلوبنا إلى يوم الدين لما سطروه من بطولات وتضحيات على أرض مصر، فكيف لنا أن ننسى من ضحوا بحياتهم لحمايتنا ونصرتنا، ومنحونا وطن حر يحيا بعزة وكرامة ولا يقبل خضوعا أو مهانة، من سطروا بدمائهم الباسلة تاريخ من المجد والبطولة وكانوا لنا الحامى والسند والعنوان. ليبقى الجيش المصرى هو مصنع الرجال والدرع الحصين لأمن هذا الوطن.

أبطال ضحوا بأرواحهم ليحيا الوطن (9)

ومن هؤلاء الأبطال البواسل الذين كانوا رمزا للنضال الشهيد المجند عبدالرحمن محمد متولى رمضان ابن عزبة الشال بمدينة المنصورة، والذى استشهد فى عام 2015 خلال مواجهة مع عناصر الإرهاب الأسود فى كمين "الرفاعي" بمنطقة الشيخ زويد بمحافظة شمال سيناء، حيث تحامل البطل على نفسه بعد إصابته، وثابر حتى قتل 12 إرهابياً فى أرض المعركة التى دارت بين أفراد كتيبته والإرهابيين المهاجمين لهم. فأثناء المواجهة أصيب عبدالرحمن، بطلقة ولكنه تحامل وصبر وظل ممسكا بسلاحه يقاتل بكل عزم وقوة حتى قتل 12 إرهابيا بمفرده، إلى أن نال الشهادة بعد إصابته بطلقة فى رأسه، ليروى بدمائه العطرة أرض سيناء. إنه بطل ضرب أروع الأمثلة فى الشجاعة والعزيمة، فعاش حياته لا يهاب الموت ولا يعرف سوى النصر.

أبطال ضحوا بأرواحهم ليحيا الوطن (10)

"طيب القلب، حسن الخلق، خدوم، وخفيف الظل" هكذا وصف والد الشهيد عبدالرحمن ابنه فى بداية حديثه مع "اليوم السابع"، حيث قال إنه كان شاب طموح يدرس بإحدى المعاهد ولكن حبه للرسم جعله يكمل دراسته فى كلية الفنون الجميلة ولكنه لم يطيل اللقاء بها لقدوم خدمته العسكرية بالإسماعيلية وبعد فترة تم نقله لكمين أبو رفاعى بشمال سيناء ليكمل خدمته العسكرية هناك.

وقال إن ابنه استشهد خلال هجوم إرهابى على الكمين الذى كان يخدم به ابنه، موضحا بأن ابنه كان يقاتل من أعلى مبنى الكمين مع قائد الكتيبة لقنص الإرهابيين، وبعد صدام طويل أصيب ابنه بطلقة فى جنبه فقال له قائد الكتيبة "معلش يا عبده"، فقال له عبدالرحمن: "أنا هكمل لآخر نفس"، وبعزيمة الرجال استطاع أن يقتل 12 إرهابيا وهو مصاب حتى كتب الله له الشهادة بطلقة فى الرأس.

أبطال ضحوا بأرواحهم ليحيا الوطن (8)

وعن طفولة عبدالرحمن، يحكى والده أن ابنه عبدالرحمن ولد أثناء تواجده بدولة السعودية ولم يستطع رؤيته حتى عاد بعد فترة لمصر وكان وقتها قد كبر عبدالرحمن، وعند لقائهما الأول تسابق أبنائه الأكبر سنا لاحتضانه عدا عبدالرحمن، فكان مندهشا لسبب فرحة اخوته بلقاء والدهم، لكونه لم يكن قد رأى والده من قبل وعاش معه طفولته مثله مثل بقية اخوته حتى حمله واحتضنه ومكث معه فترة فى مصر ومن ثم عاد مجددا ليكمل عمله بالسعودية وبعد فترة عاد من جديد ليصبح عبدالرحمن يده اليمنى فى العمل، واستطرد: "كان كل حياتي".

وقال إن عبدالرحمن كان شاب مميز ومتفوق علميا ويعتمد على نفسه رافضا مساعدته، مضيفا أن ابنه شق طريقه منذ الصغر وعمل بإحدى وكالات الملابس وهو عمره 17 عاما لينفق على نفسه بكرامة وعزة نفس، مشيرا أن عبدالرحمن كان يمتنع من طلب أموال منه حتى لا يسبب له حرجا فى حالة أنه لا يستطع إعطائه؛ لسوء الحال.

أبطال ضحوا بأرواحهم ليحيا الوطن (7)

وأشار أن ابنه وزملاءه كانوا يشعرون قبل استشهادهم بأن هناك عملا إرهابيا سيحدث يوم 30 يونيو، وبالفعل حدث ذلك الساعة السادسة صباحا واستطاعوا الانتصار على الإرهاب لأنهم روح واحدة ونالوا الشهادة وهم صائمون.

وقال إن ابنه أخفى خبر انتقاله للخدمة فى سيناء عن والدته، حتى لا يقلقها عليه، مضيفا أنه كان يشجعه دوما ويدعمه ويقول له: "عيش راجل وموت راجل".

أبطال ضحوا بأرواحهم ليحيا الوطن (6)

 

وقالت السيدة ست الدار رجب والدة عبدالرحمن، إنها عند علمها بحملها بابنها عبدالرحمن كانت ستجهض، لأنها كانت لاتزال ترضع أخيه الأكبر، وتراجعت عن قرارها فجأة بعد رؤيته فى جهاز السونار، وعندما علم من حولها بقرارها قالوا لها إنه "هيكون حاجة كبيرة ليها فى الدنيا"، مضيفة أن عبدالرحمن كان ابن بار بوالديه، وخفيف الظل وسيرته طيبة، فكان يساعدها دوما ويذهب الطعام لإخوته عندما تمرض، ويحضر لها الطعام ويذهب للسوق ويلبى كافة احتياجات المنزل، مشيرة أنه كان ابنها وابنتها فى ذات الوقت، ورفيق دربها وأجمل شيء فى حياتها، مشيرة أن ابنها كان ملاك يسير على الأرض وابن موت، وتفخر لكونها أم الشهيد.

أبطال ضحوا بأرواحهم ليحيا الوطن (5)

وقالت إن الجميع كان يعلم خبر انتقاله للخدمة فى سيناء عدا هى، وعلمت بالخبر عن طريق ابن عمه عندما قالت له إنها اشتاقت لعبدالرحمن وتأمل رؤيته فقال لها إنه يخدم الآن فى سيناء فصدمت بالخبر لتقول له "ابنى مش راجع"، مضيفة أنها سارعت الاتصال بابنها وسألته إن كان يرغب فى مساعدتهم لنقل خدمته فى مكان آخر ولكنه رفض الأمر تماما.

أبطال ضحوا بأرواحهم ليحيا الوطن (4)

وقالت إنها انهارت حزنا على استشهاد النائب العام هشام بركات، وبعد وقوع الحادث سارعت فى الاتصال بابنها عبدالرحمن، فطلب منها حينها أن تدعو أن يمر يوم 30 يونيو على خير، فسألته عن السبب، قال لها "أنا حاسس إن هيكون فيه حرب".

وعن يوم استشهاد عبدالرحمن، قالت أم الشهيد، "خدوا أحلى حاجة فى حياتى وربنا ينتقم منهم".

أبطال ضحوا بأرواحهم ليحيا الوطن (3)

وحكت إنها سمعت من حولها فى الشارع وقتها يقولون إن هناك حربا فى سيناء، فسارعت لمتابعة الأخبار على التلفاز، فشاهدت مشهد هجوم على كمين بسيناء ولمحت ابنها ضمن المجندين المتواجدين بالكمين، قائلة: "كان قلبى حاسس"، ثم وجدت علامة الحداد على القنوات التليفزيونية ومكتوب بجانبها "ادعوا لشهدائنا فى سيناء"، ليتصل عليهم قائد الكتيبة ويخبرهم باستشهاد عبدالرحمن، قائلا لهم "ابنكم استشهد راجل.. قتل 12 من الإرهابين وهو مصاب”.

أبطال ضحوا بأرواحهم ليحيا الوطن (2)

وقالت إن آخر مرة سمعت فيه صوت ابنها كان عبر اتصال هاتفى يوم حادثة استشهاد هشام بركات، طمأنها وقتها عن حاله وأخبرها بأنه سيعود للمنصورة فى منتصف شهر رمضان، فقالت له "خلى بالك من نفسك يا عبده"، وقال لها: "سيبيها لله يا أمى لو ليا نصيب ارجع هرجع".

 
أبطال ضحوا بأرواحهم ليحيا الوطن (1)








الموضوعات المتعلقة


مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة