أكرم القصاص - علا الشافعي

الإبداع الأول.. عبدالحميد الديب ينشر مذكراته تحت اسم مستعار

السبت، 02 أكتوبر 2021 06:00 ص
الإبداع الأول.. عبدالحميد الديب ينشر مذكراته تحت اسم مستعار عبد الحميد الديب
كتب عبدالرحمن حبيب

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

لم يهتم عبدالحميد الديب بجمع أشعاره فى ديوان على الرغم من إنتاجه الغزير ويعود ذلك إلى طبيعة شخصيته إذ لم يكن مهتما بمثل تلك الأمور، حتى أنه لما خاض تجربة النشر نشر مذكراته عام 1931 باسم مستعار هو "عبد المجيد"، وسماها "أيامى بين المجانين"، وكان يضع فيها أبياتا من شعره تصف حاله البائس مثل قوله:

وإخوان سجنٍ قُبحت مـن وجوههم

همـومٌ تتوالـى دائما وخطـوب

فمنظرهم أضحوكــةٌ كلباسهـم

ومخبرهم فـي الحادثـات رهيـب

لقد كنت فيهم يوسف السجن صالحا

أفسر أحلامـا لهــم وأصيـب!

ولد عبدالحميد الديب عام 1898 بقرية كمشيش، بالمنوفية وألحقَه والده بالكُتّاب في قريته ليحفظ القرآن الكريم، وكان يحلم بأن يصبح ولده شيخ عمود بالأزهر.

سار عبد الحميد الديب فى درب الدراسة حتى التحق بكلية دار العلوم لكنه ونظرًا لطبيعته غير الراضية ونمط شخصيته غير المطمئن على الدوام؛ انصرف عن دراسته في دار العلوم شيئا فشىء، إلى حياة التسكع بين المقاهي والملاهي الرخيصة، وجلسات الأدباء والصعاليك حتى التقى بالموسيقار سيد درويش في مطلع 1923، ورأى فيه درويش كنزًا شعريا ثمينًا سينظم له المطلوب من القصائد والأغنيات، بينما وجدُ الديب في درويش ضالتهُ التي ينشدها من رخاء العيش، لا سيما وأن "درويش" كان ممن يُغدقون على مَن حولهم.

ثم مات سيد درويش فعاد عبد الحميد الديب إلى حياة التسكع، حيث تعاظم الفقر والشعور بالحرمان لديه، وكان يرجع آخر الليل إلى غرفته شبه العارية من الأثاث، فيستيقظ بداخله مارد الحسرة، ليأخذ في رثاء نفسه:

ضاقت به الدنيا فكـن رحـبا بــه

قد ذل من غدر الزمان وريـبــه

لا تنكروا الشكــوى على متبرم

قـلــق الحـياة كمـن يشـاك بثوبه

أنا لا أرى فة شـبــابي لذة

لهــفـي على مرحِ الشبابِ وعجبـه

مـن كـان توأمـه الشقـاء وصنـوه

فشـبـابه حـربٌ عليه كـشـيبه!

وقد روى عنه فتحي رضوان في كتابه: "عصرٌ ورجال أنه كان كسولاً يكره العمل ويضيق بالنظام والرتابة، ويعشق التجوال، ولم يكن يصبر ليتم عملاً، حتى على نظم شعره.

وبعد عيشة متقلبة توفى عبدالحميد الديب عام 1943 عن عمر ناهز 45 عاما وترك حياة ملؤها الشقاء والشعر ولا شئ بينهما، وقد جمعت أشعاره بعد وفاته فى ديوان حمل اسمه.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة