أكد رئيس مجلس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي أن الحكومة تعمل حاليا على معالجة الأوضاع الطارئة التي يعيشها اللبنانيون والبدء بالإصلاحات الداخلية المطلوبة لوقف النزيف المالي والنهوض بالادارة والمؤسسات، بالتوازي مع بدء مفاوضات مع صندوق النقد الدولي لوضع برنامج إصلاحي طويل الأمد، ينطلق من الحاجات اللبنانية ومن أهمية دعم الدول والهيئات المانحة له.
جاء ذلك خلال استقباله وزير الدولة للشؤون الخارجية الألمانية نيلز انن والوفد المرافق له اليوم في السراي الكبير (مقر الحكومة اللبنانية)، والذي شهد استعراض الأوضاع العامة في لبنان والمنطقة وسبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين.
وأضاف ميقاتي أن لبنان يقدر الجهد والاهتمام اللذين تبديهما المانيا لمساندته في الأزمة الراهنة التي يمر بها، مشددا على ان لبنان قادر رغم الصعوبات على النهوض من جديد.
وأوضح أن من أولويات الحكومة في الظرف الراهن هو تحقيق الاصلاح المالي وزيادة ساعات التغذية الكهربائية، إضافة إلى دعم الأسر الأكثر فقرا وتأمين المستلزمات الحياتية لها، مشددا على التزام الحكومة باعتماد الشفافية المطلقة في كل المشاريع الانمائية وبشكل خاص إعادة إعمار ميناء بيروت.
وجدد ميقاتي الالتزام باجراء الانتخابات النيابية في موعدها، لما يشكله هذا الاستحقاق من اولوية في تحديد خيارات اللبنانيين والتقيد باحكام الدستور.
وفى سياق أخر، بحث رئيس الحكومة اللبنانية، تسريع مشاريع برنامج الإصلاح والتعافي وإعادة الإعمار، خلال لقائه اليوم مع سفير الاتحاد الأوروبي في لبنان رالف طراف، والمنسقة المقيمة للأمم المتحدة في لبنان نجاة رشدي، والممثلة الإقليمية للبنك الدولي منى قوزي، ومنسق برامج إطار الإصلاح والتعافي وإعادة الإعمار جاب فان ديجل.
وعقب اللقاء، قالت نجاة رشدي إن اللقاء تضمن حوارًا حول إطار الإصلاح والتعافي وإعادة الإعمار وما تنتظره الأمم المتحدة وتعول عليه من الحكومة لتسريع هذه المشاريع الموجودة، إضافة إلى الإصلاحات المهمة والأولوية التي يجب إرساؤها لمساعدة الأمم المتحدة في هذه المشاريع.
وعبرت عن سعادتها بالإرادة السياسية التي رأها الوفد وأطلع عليها اليوم، متمنية أن يكون هناك مجموعة من القرارات قبل الاجتماع المقبل للجنة الاستشارية، التي هي بالشراكة بين الاتحاد الأوروبي والبنك الدولي والأمم المتحدة، مؤكدة اهتمامها بأن يكون هناك دعم من الحكومة اللبنانية.
وتحدث رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي رالف طراف، معبرًا عن سعادته بالدعم الذي قدمه اليوم رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، مؤكدًا أنه دعم يتمثل بآلية تعاون وتنسيق مهمة بالنسبة للاتحاد الأوروبي وللدول المانحة، بالتعاون مع ممثلي المجتمع المدني ومؤسسات حكومية مختلفة.
وعبر طراف عن رغبته في استمرارية العمل الجيد في هذا الإطار، مشيرًا إلى أن الاجتماع كان مشجعًا.
وتحدثت الممثلة الإقليمية للبنك الدولي، مؤكدة أنها بحثت مع رئيس الحكومة اللبنانية التسهيلات المالية المقترحة للبنان من ضمن واحدة من آليات التمويل المتصلة بالشراكة ما بين منظمة الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والبنك الدولي في إطار برنامج الإصلاح والتعافي الذي يطال الأشخاص المتمحورين ضمن خطة التعافي وإعادة الإعمار، معربة عن التطلع إلى المضي قدمًا في هذه المشاريع في إطار دعم الشرائح المجتمعية الأكثر تعثرًا في لبنان.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة