أكرم القصاص - علا الشافعي

عماد عبد المحسن

حياة كريمة.. توفير فرص عمل لذوى الاحتياجات الخاصة

السبت، 20 نوفمبر 2021 09:19 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

يصادف يوم 3 ديسمبر من كل عام اليوم العالمي لذوي الاحتياجات الخاصة وهو يوم عالمي خصص من قبل الأمم المتحدة منذ عام 1992 لدعم ذوي الاحتياجات الخاصة.

وتولي الدولة المصرية اهتماماً كبيراً في السنوات الأخيرة لذوي الهمم، إلا أن حديثنا في إطار مبادرة حياة كريمة، يستدعي أن نطل بعين أخرى على هذه الفئة الهامة من المجتمع.. فنحن هنا بصدد أبنائنا من ذوي الهمم الذي يقطنون في قرى مصر، ويعانون من البطالة.

فالطريق لا يزال طويلاً، أمام تلبية الاحتياجات الأساسية لذوي الإعاقة، والمتمثلة في الكشف عن مكامنهم الإبداعية، ودمجهم في الواقع المعاش، من خلال تحويلهم إلى فئات منتجة.

 

ذوو الاحتياجات الخاصة في الدستور المصري:

تعد ثورة الثلاثين من يونيو علامة فارقة في تاريخ مصر، ليس فقط لتخلصها من دعاة تغيير هوية الوطن، ولكن لإرساء مبادئ دستورية هامة تعيد الحقوق لأصحابها بعد نضال طويل.

لأول مرة في التاريخ المصري أصبح للأشخاص ذوى الإعاقة، والذين يمثلون 12 مليون نسمة من سكان مصر، قوةً وحضوراً في دستور 2013 الجديد.

وأصبحت  لهم في هذا الدستور الذي جاء بعد نضال وطني كبير، إحدى عشرة مادة واضحة وصريحة، منها:

 المادة53: وتنص على:

""المواطنون لدى القانون سواء، وهم متساوون في الحقوق والحريات والواجبات العامة، لا تمييز بينهم بسبب الدين، أو العقيدة، أو الجنس، أو الأصل، أو العرق، أو اللون، أو اللغة، أو الإعاقة، أو المستوى الاجتماعي، أو الانتماء السياسي أو الجغرافي، أو لأى سبب آخر، وتلتزم الدولة باتخاذ التدابير اللازمة للقضاء على كل أشكال التمييز".

 وبذلك تضمن لهذه الفئة الحقوق والحريات وتوفير فرص العمل وتمكنهم من المساواة مع غيرهم ودمجهم في التعليم.

أيضا المادة (60) الخاصة بالأطفال،  تم وضع فقرة خاصة برعاية الطفل ذو الإعاقة،

والمادة (37) الخاصة بالتمييز، و نصت على عدم التفريق بين المواطنين على أساس عدة أمور منها الإعاقة، بالإضافة إلى المادة (39) الخاصة بحالات القبض على الأشخاص ، حيث أقرت توفير مساعدة قضائية ومترجم إشارة وخبير نفسي.

أما المادة (81) فتؤكد على أن تلتزم الدولة بضمان حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة والأقزام، صحيا واقتصاديا واجتماعيا وثقافيا وترفيهيا ورياضيا وتعليميا، وتوفير فرص العمل لهم ، مع تخصيص نسبة منها لهم ، وتهيئة المرافق العامة والبيئة المحيطة بهم ، وممارستهم لجميع الحقوق السياسية ، ودمجهم مع غيرهم من المواطنين.

 

تنمية مهارات صناعة الحرف التقليدية لدى ذوي الاحتياجات الخاصة

يحتاج مشروع تنمية مهارات الحرف التقليدية لدى ذوي الاحتياجات الخاصة، إلى اتباع أسلوب علمي محكم، ينعكس إيجاباً عليهم، ليس فقط على مستوى تنمية مهاراتهم، ولكن أيضاً لإشعارهم بالتحقق، وتفريغ طاقاته في أمور مفيدة، إلى جانب تحقيق حد أدنى لمساعدته في تحقيق دخل مادي أياً كان حجمه.

وبالتالي فإننا نجمل في النقاط التالية، ما يمكن أن نطلق عليه المراحل المتعلقة بتأهيل ذوي الاحتياجات، لتنمية مهاراتهم الحرفية.

 

مرحلة التربية:

  تشمل هذه المرحلة تنمية حواس الطفل، وتنمية مهاراته الحركية الكبيرة والدقيقة، وتدريبه على تحمل بعض المسئوليات المناسبة للعمل.

وعلينا أن نراعي أن هذه الخطوة يقوم بها البعض بشكل روتيني، متناسين أنها الأهم والأكثر إفادة للمعاق، دون تحويله إلى آلة صماء، وبالتالي فإن هذه التربية تشمل:

تربية نفسية، اجتماعية، معرفية، إبداعية، وأخيراً مهنية

تحتاج هذه المرحلة إلى خبراء في التربية الفكرية، والنفسية.

مرحلة الإرشاد:

ويقصد بها مساعدة الأفراد ذوي الاحتياجات الخاصة على اختيار الحرفة التي تتناسب مع قدراتهم واستعداداتهم وميولهم، ومساعدتهم على التدريب عليها والإبداع فيها.

وهنا لا بد أن نؤكد على ضرورة قبول المعاق لفكرة التدريب، والتأكد من مدى ملاءمة العمل لطبيعة الإعاقة، إضافة إلى الحرص على اكتشاف القدرات الخاصة بصاحب الإعاقة، وصولاً إلى مرحلة الاندماج وحب الحرفة، ومن ثم تحقيق حالة من الرضا والرغبة في الاستمرار في التعلم والإنتاج. وتحتاج هذه المرحلة إلى خبراء في الحرف التقليدية، ومدربين نفسيين.

 وبالطبع فإن اختيار الحرف التقليدية، ينبع من أن مجال الحرف اليدوية يعد الأقرب والأنسب إلى قطاع المعاقين، خاصةً أنه يمكن أن يتم في محل إقامة المعاق، وبأقل الخامات تكلفة، وبالطبع فإن الأمر يحتاج إلى جهات تتولى مرحلة التسويق.

لكن من الضروري أيضاً اختيار الحرف التي يحتاجها المجتمع،  والتي تتناسب مع احتياجات سوق العمل، مع مراعاة ضرورة إشراك الوالدين في اختيار الحرفة المناسبة لابنهما.

مرحلة التدريب على الحرفة:

وهي المرحلة الأهم، والتي تحتاج إلى مدربين من نوع خاص، فليس فقط أن يكون المدرب من خبراء الحرف، بقدر ما يكون مدرباً على كيفية التعامل بحرص وهدوء وصبر مع الأطفال، وقد تحتاج هذه المرحلة إلى متابعة دورية بعد الانتهاء من فترة التدريب.

مرحلة الإنتاج:

وتكون هذه المرحلة بمثابة جني الثمار، وبالطبع تحتاج إلى متابعة ورعاية وتوجيه.

 

مرحلة التسويق:

وهو أمر في غاية الأهمية، ويحتاج إلى رعاية مباشرة، إذ أن العائد المادي، هو الذي سيشجع الأسرة على استمرار أبنائها في هذا المجال، وبالتالي يشعر المعاق بأن له دور إيجابي على مستوى العائلة.

وفي هذا الصدد يمكن التعاون مع مدارس التربية الفكرية، الجمعيات الأهلية الخاصة برعاية المعاقين، والمتطوعين.

ونقترح أن يتم البدء بمحافظات المنيا، أسوان، الوادي الجديد، هناك مجموعة من الأسباب المتنوعة لاختيار هذه المحافظات لتكون نقطة انطلاق لهذا المشروع، فمحافظة المنيا، تعد من المناطق الملتهبة التي يستغل بعض المغرضين حالات الفقر والبطالة التي تعاني منها قراها، لبث الفتن والفوضى، كما أن محافظتي أسوان والوادي الجديد، من المحافظات الحدودية الهامة، ومن المهم تعزيز العمل على تلبية احتياجات ذوي الاحتياجات الخاصة في هذه المحافظات.

وعلينا مراعاة عدة  مراحل لتهيئة أبنائنا من ذوي الاحتياجات الخاصة للتدريب على صناعة الحرف اليدوية، منها مرحلة التربية والتمهيد، والتي تضم ورشاً للحكي، تتضمن الحديث بشكل مشوق حول تاريخ الحرفة وجمالياتها، من خلال إطار قصصي.

ومن ثم العمل على تشغيل الحواس، وربط الحركة بالفعل المراد أداؤه، ثم يتم إجراء اختبارات للوقوف على مؤشرات الأداء.

ثم تأتي مرحلة الإرشاد المهني، التي تعمل على عدة أصعدة مثل اكتشاف القدرات الخاصة بكل فرد، والتهيئة الحركية والذهنية للمعاق، وصولاً إلى مرحلة التدريب على كيفية اختيار الحرفة، حتى لا يكون أمام خيار واحد قد لا يستهويه.

 

 

ثم نصل إلى مرحلة التدريب على الحرفة ذاتها، يلي ذلك التدريب على كيفية إنهاء المنتج في شكل مناسب وجاذب للمشتري، وبالطبع فإن مسألة التسويق، تحتاج إلى تضافر من الدولة ومنظمات المجتمع المدني، وخلق منافذ للتوزيع في مناطق مناسبة تسويقياً.

 

 

وفي الختام فإن هذا المقال قد اتخذ شكل الدراسة لأنني آثرت أن يكون هناك ما يشبه الدليل إلى تنفيذ هذا المشروع، لنتيح الفرصة لفئة عزيزة على قلب المجتمع، أن تكون فاعلة ومنتجة وقادرة على أن تحيا حياة كريمة، كما أرادت القيادة السياسية لهذا الوطن.

 

 

 

 

 

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة