أكرم القصاص - علا الشافعي

عادل السنهورى

معرض الكتاب وصناعة المعارض في مصر

الأربعاء، 02 فبراير 2022 06:04 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

من يزور معرض القاهرة الدولي للكتاب في دوراته الثلاثة الأخيرة- بما فيها الدورة الحالية رقم 53 – بعد انتقاله إلى مركز مصر للمعارض الدولية، في منطقة التجمع الخامس، بالقاهرة الجديدة عام 2020 من أرض المعارض القديمة في مدينة نصر، يداخله أمل وتفاؤل قابل للتنفيذ والتحقيق، بدخول مصر عصر صناعة المعارض الكبرى والمؤتمرات مثل باقي الدول الكبرى.

 

معرض القاهرة في مقره الجديد أصبح بالفعل أكبر معرض للكتاب في الشرق الأوسط ولا يضاهيه معرض آخر، وربما ينافس من حيث المساحة والتنظيم وعدد الدول المشاركة ودور النشر- في الظروف الطبيعية – معرض برلين الدولي في المستقبل.

 

النظافة والنظام والانضباط والالتزام وحسن التنظيم للفعاليات والمساحات الكبيرة للأجنحة، أهم ما يميز معرض الكتاب، والذي أصبح جاذبا لأعداد غفيرة من الزوار، رغم ما أبداه البعض ومنهم مثقفون كبار من تخوف على صناعة الكتاب والبيع والتوزيع، بل الخوف من تراجع الثقافة مع انتقال المعرض إلى القاهرة الجديدة. وهي ذات الأصوات التي رفضت انتقال معرض الكتاب من مقره القديم بأرض المعارض بجزيرة الزمالك- ومقرها الأوبرا حاليا- إلى مدينة نصر عام 81.

 

معرض الكتاب وباقي المعارض التي أقيمت بمركز مصر للمعارض بعد افتتاحه في نهاية 2017 وبداية 2019 أصبحت مصدرا للمباهاة والفخر والاعتزاز لكل مصري، بعد أن كنا في المعارض السابقة نحزن للحالة التي وصلت إليها مع عدم توافر المقومات اللازمة لصناعة المعارض التي أصبحت خلال السنوات الماضية إحدى الصناعات المهمة التى تلعب دورا مهما فى التنمية الاقتصادية، وزيادة الاستثمارات، كما تلعب دورا فعالا فى زيادة معدلات السياحة الوافدة.

 

فهل مصر أصبحت تمتلك مقومات الصناعة الآن أو في الطريق إليها؟

دعني أيها القارئ أذكر بأن عدد المعارض الدولية في العالم تقدر بحوالي 9 آلاف معرض فى جميع القطاعات، باستثمارات تتجاوز 2 تريليون دولار، نصيب مصر منها ضعيف للأسف لا تتجاوز 0.6% بينما تصل النسبة فى الولايات المتحدة إلى 12% وفى ألمانيا تصل إلى 18%.

 

نعود للسؤال ونؤكد مع خبراء الصناعة بأن مصر بالفعل تمتلك كل مقومات صناعة المعارض والمؤتمرات، من حيث السوق الكبيرة التي تضم جميع الصناعات والاستثمارات، كما تمتلك بنية تحتية قوية تؤهلها لإقامة المعارض والمؤتمرات بصفة دائمة، كما تمتلك عددا كبيرا من الغرف السياحية التي تجعلها جاهزة طوال العام لإقامة معرض أو مؤتمر دولي. والدليل على ذلك منتديات الشباب على مدى العامين الماضيين

مصر لديها البنية التحتية القوية الآن من طرق وأنفاق وجسور ومحاور وموانئ متطورة وشبكة اتصالات عالية المستوى خاصة مع افتتاح مركز مصر للمعارض الدولية والتي تديره من الشركة الوطنية للمعارض والمؤتمرات الدولية التابعة للقوات المسلحة المصرية في منطقة التجمع الخامس، بالقاهرة الجديدة، وتم الانتهاء من تشييده في ديسمبر 2017، وكانت أولى معارضه هو معرض ومؤتمر القاهرة الدولي للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات

وتبلغ مساحة المركز 311 ألف متر مربع (74 فدان)، يضم المركز مجمع للقاعات الرئيسية على مساحة أكثر من 60 ألف متر مربع، يشمل 4 قاعات عرض بمسطح 10 آلاف متر مربع، لتصل مساحة كل منهم إلى حوالي 40 ألف متر مربع كمساحة إجمالية تم تجهيزهم بكل الإمكانيات الفنية والاحتياجات التقنية من أنظمة الصوت والإضاءة ووسائل العرض، فضلا عن 2 بلازا داخلية على طابقين بإجمالي مسطح 9500 متر مربع، و4 مداخل استقبال بمسطح 8 آلاف متر مربع، كما تضم 4 مناطق إدارية خلفية بمسطح 2400 متر مربع، كما يوجد داخل المركز أيضا مبنيين للمطاعم بإجمالي مسطح 3500 متر مربع، ومنطقة البلازا الرئيسية التي تضم مسار الحركة الرئيسي ومنطقة المطاعم المفتوحة بإجمالي مسطح 11 ألف متر مربع، يوجد به أيضا مناطق مفتوحة تستخدم للعرض المكشوف بإجمالي مسطح 65 ألف متر مربع، ويمكن استخدامها كساحة انتظار سيارات تسع حتى 2200 سيارة، كما يضم 7 مباني للخدمات على مساحة 7 آلاف متر مربع، يوجد بها الورشة والمخازن ومباني الإقامة ومحطة الكهرباء وخزانات المياه إلى جانب أعمال التنسيق الحضاري للموقع العام من خلال الطرق الرئيسية والفرعية والأرصفة والمشايات والمساحات الخضراء بإجمالي مسطح 163 ألف متر مربع.

 

وخلال الفترة الماضية استضاف المركز معرض إيديكس مصر للصناعات الدفاعية، ومعرض اوتوماك فورميلا، وغيرها من المعارض علاوة على معرض الكتاب.

 

ومصر على موعد جديد ونقلة كبري فى مجال المعارض بعد افتتاح مدينة المعارض اكسبو سيتى فى العاصمة الإدارية الجديدة التى تقام على مساحة 500 فدان، باستثمارات 600 مليون دولار بأحدث تكنولوجيا عالمية، وسيتم الانتهاء منها، خلال ثلاث سنوات بعدها ستصبح مصر رائدة المعارض فى إفريقيا والشرق الأوسط حيث تعد مدينة المعارض الجديدة من أكبر مدن المعارض عالميا والأكبر فى الشرق الأوسط وإفريقيا.

 

إذن ماذا ينقصنا حتى تصبح مصر قبلة المعارض الدولية في الشرق الأوسط وأفريقيا وتنافس أوروبا؟

صناعة المعارض في مصر تحتاج دعم الحكومة، والكثير من التسهيلات والتغلب على العراقيل والبيروقراطية، فتنظيم المعارض يوجد استثمارات جديدة، ويساهم بمليارات الدولارات في الدخل القومي. لكن المسألة تحتاج الى تنسيق عال المستوى بين كافة الجهات المعنية، ويمكن في المرحلة الحالية تشكيل مجلس أعلى للمعارض حتى تستقر تلك الصناعة في مصر.

 

 

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة