لم يكن سقوط غرناطة، فى 2 يناير 1492، آخر معاقل المسلمين فى الأندلس، مأساة انتهت ووقفت عند هذا اليوم، بل كان بدابة لعصر من المحن التى طالت الموريسكيين، وهم المسلمون الذين ظلوا فى الأندلس بعد سقوطها بعدما أخذوا العهد بالآمان من الإسبان على أنفسهم، لكن هذه العهود التى جاءت ضمن بنود وثيقة تسليم المدينة تهأوت مع بداية مسلسل معاناة الموريسكيين مع الاضطهاد وألفصل العنصرى على أيدى محاكم التفتيش.
ومع مرور الذكرى الـ413 على هذه الأزمة التى بدأت خلال القرن الخامس عشر، حتى قرار الملك فيليب الثالث التوقيع على الطرد النهائى لمسلمى الأندلس عام 1609م، لا تزال فصول تلك المأساة تحظى بالدراسة والكتابة الأدبية حتى يومنا هذا.
الموريسكى الأخير للكاتب صبحى موسى
من الروايات التى تنأولت هذه الأزمة، رواية "الموريسكى الأخير" الصادرة عن الدار المصرية اللبنانية، للشاعر والكاتب صبحى موسى، وفيها يرصد أحوال المسلمين الذين ظلوا فى الأندلس بعد سقوط غرناطة، واضطروا إلى التظاهر بدخول المسيحية بعد صدور قرار من قبل الملكين الكاثوليكيين إيزابيلا وفرناندو بتنصير كل من على أرض المملكة، وحرق كل الكتب العربية ومنع ارتداء الزى العربى أو التحدث باللغة العربية أو حمل ألقاب أو أسماء عربية، لتصبح المواطنة فى بلدان الأندلس على أساس دينى كاثوليكى.
وفى رواية "الموريسكى الأخير" يرصد صبحى موسى بدء محاكم التفتيش فى مطاردة كل من تشك فى كونه ليس مسيحياً مخلصاً ليدخل إلى معاقل التعذيب ومصادرة الأرض والأموال وربما مواجهة الموت حرقاً أو شنقاً، حيث كان نادراً أن ينجو من براثنها أيا ممن يتهمون بالهرطقة أو البقاء على دينه القديم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة