أكرم القصاص - علا الشافعي

‎على بك الكبير ليس وحده.. هؤلاء حاولوا الاستقلال بمصر.. تعرف عليهم

الأحد، 08 مايو 2022 04:30 م
‎على بك الكبير ليس وحده.. هؤلاء حاولوا الاستقلال بمصر.. تعرف عليهم محمد على
كتب محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تمر اليوم الذكرى الـ 249 على وفاة على بك الكبير، إذ رحل في 8 مايو عام 1773، وهو قائد مملوكى، وقد حكم على بك الكبير القاهرة كشيخ البلد أيام العثمانيين، وكان هذا المنصب أعلى المناصب التى يتقلدها المماليك البكوات، وكان لا يعتليه إلا أكثرهم عصبية وأشدهم بأسا، وأوفرهم جندا.

علي بك الكبير، إذ كان لديه مخططا للاستقلال بمصر عن العثمانيين، وبحسب ما ذكر في كتاب "تاريخ مصر الجزء الرابع - المجلد الثاني ص 1142- 1143" للمؤرخ ساويرس بن المقفع، أن حملات على بك الكبير، التوسعية، جعلته يرسل حملة بقيادة مملوكه المفضل محمد أبو الدهب إلى الحجاز، وشجعه انتصاره في الحجاز على إرسال حملة إلى بلاد الشام، إذ كان وعد بنجدة حليفه الشيخ ظاهر العمر.

برز المملوك على بك الكبير في فترة 1769، وكان حليفه المفضّل محمد بك أبو الدهب؛ والذي سمي أبو الذهب لأنه كان يوزع الذهب على الناس في رحلة الحج بكرم زائد، في تلك الفترة كان علي بك الكبير قد اعتلى عرش مصر تحت مسمي والي، مستغلا فترة الحرب بين روسيا والعثمانيين؛ ولم تكن نتائجها في صالح العثمانيين الذين تكبدوا بخسائر فادحة؛ فاستصدر أمرًا من الديوان بعزل الوالي العثماني وتولى هو منصب القائمقام بدلًا من الوالي المخلوع في الحادي عشر من ديسمبر لعام 1768.

 

أولى محاولات الاستقلال بمصر
 

أول محاولة باکرة للاستقلال بمصر، وذلك فى فترة عصر الولاة التى تمتد من سنة 21ه/631م وحتى سنة 254ه/868م، وذلك قبل الاستقلال الفعلى لمصر على يد أحمد بن طولون، وكانت هذه المحاولة من قبل أسرة السري من الحكم، وقد كان السرى جنديا فى حامية مصر العسكرية الى ان تمخضت أحداث مصر ودار الخلافة عن اضطرابات أدت إلى ظهور شخصيته ومنافسته على تولى مقاليد الأمور بها، وقد تعاقب أبناؤه من بعده على ولاية مصر سواء بإجماع الجند أو باعتراف الخلافة.

 

والحقيقة أن تلك المحاولة باءت بالفشل لما حف بها من منافسات من بعض القادة، فضلا عن فقدانها لمقومات النجاح من حب وتطلع عامة الرعية للخلافة العباسية، ونظرتهم لها نظرة الملخص من أي اضطرابات، وكذلك عدم وجود قاعدة عريضة تؤيد تلك المحاولة، فضلا عن فقدان القائمين على تلك المحاولة للمقومات الشخصية التى تؤهلهم لإتمامها.

 

محمد على – ثورة المورة
 

في ثورة المورة، اعتقد محمد علي أنّ سوء الإدارة العثمانية للحرب كان سبباً في هزيمة ضخمة مُني بها السلطان العثماني واعترف في النهاية باستقلال اليونان، إضافةً إلى خسارة الأسطول العثماني وإلى جانبه الأسطول المصري والأسطول الجزائري أيضاً في معركة نافارين البحرية عام 1827.

كانت تلك المعركة سبباً مباشراً أن يصرّح محمد علي برغبته في الاستقلال عن السلطان العثماني الضعيف، الذي فشل في إدارة عدّة قضايا خارجية، ووجد محمد علي أنّ الأفضل له ولخططه أن يكون منفصلاً عن الدولة العثمانية.

طوّر محمد علي جيشاً قوياً ومدرباً جيداً بالتعاون مع فرنسا من ناحية، ومن خلال فرض التجنيد الإجباري على الفلاحين، بل استعباد السودانيين من ناحيةٍ أخرى لتجنيدهم.

في عام 1831 بدأت أوّل بوادر الصراع بين محمد علي والسلطان العثماني. تقدّمت قوات إبراهيم باشا في الشام، واستطاعت ضمّ ساحل بلاد الشام كلّها، بل استمرّ إبراهيم باشا في المسير حتّى وقعت معركة كبرى في قونية عام 1832، انتصر فيها جيش محمد علي انتصاراً ضخماً وأسر الصدر الأعظم الذي كان يقود الجيش العثماني.

وصل إبراهيم باشا إلى مدينة كوتاهية القريبة جداً من العاصمة العثمانية إسطنبول. كان هذا تهديداً واسعاً للسلطان العثماني، طلب السلطان المساعدة من الدول الأوروبية التي تباطأت عنه، وهنا استغلّ القيصر الروسي الحاجة العثمانية وعرض المساعدة.

 

الخديوى إسماعيل والاستقلال بمصر
 

سعى الخديوي إسماعيل إلى الاستقلال التامِّ، والتخلص من القيود التي فُرضت على محمد علي باشا في معاهدة لندن 1840م وفرمانَيْ 1841م، كما سعى إلى تغيير نظام وراثة العرش من أكبر أفراد الأسرة العلويَّة سنًّا، ليكون في أكبر أبناء إسماعيل نفسه باعتباره حاكمًا لمصر.

وقد استضاف الخديوي إسماعيل السلطان العثماني "عبد العزيز" في مصر، وقد صاحَبَ هذه الزيارة صرْفُ مبالغَ كبيرةٍ في مراسم الاستقبال، واكراميات وهدايا ملأت سفينة كاملة بالإضافة إلى ستين ألف جنيه عثماني دفعها للصدر الأعظم فؤاد باشا؛ ليبذل مَساعيَهُ الطيبة لدى السلطان لاستصدار الفرمانات اللازمة.

 

ونتيجة لهذه التوسُّعات، بدأت الدول الأوروبية تتدخل في شئون مصر الداخلية، وضغطت على السلطان العثماني بعزل إسماعيل، وتوْلية ابنه الخديوي توفيق حكم البلاد عام 1879، واستمر التدخل في شئون مصر الذي انتهى باحتلال بريطانيا لمصر عام 1882.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة