على بعد 17 كيلومترا من قلب مدينة سمرقند التاريخية، يقع أحد أهم المقاصد الإسلامية والذى يحمل أهمية بالغة فى قلوب المسلمين، وهو ضريح الإمام البخاري، أهم علماء الحديث وصاحب كتاب "الجامع الصحيح"، المعروف باسم صحيح البخارى، والذى أجمع علماء أهل السنة والجماعة على أنه أصح الكتب بعد القرآن.
ضريح الامام البخارى
وخلال زيارة لمدينة سمرقند التاريخية، زار "اليوم السابع" ضريح الإمام بخارى، الذى يخضع لعلمية إنشاءات كاملة تنتهى فى 2025، حيث تعكف الحكومة الأوزبكية على ترميم الضريح وبناء مجمع أثرى كامل يضم الضريح ومسجدا كبيرًا ومتحفًا ومباني أخرى.
ضريح الامام البخارى
ومن المقرر إنشاء متحف الإمام البخاري في المجمع بمبادرة من رئيس أوزبكستان شوكت ميرضائيف. وسيكون للمتحف تصميما حديثا ولكن يدمج القيمة الثقافية الغنية لمدينة سمرقند. وسيضم المتحف 8 أجنحة، تشمل تاريخ النبي محمد (ص) ونبوته، ونشأة علم الحديث وتطوره، وحياة الإمام البخاري ونشاطه العلمي، وصفات الإمام البخاري، و"الجامع الصحيح" أو "صحيح البخارى ، وتراث الإمام البخاري الحالي، وموضوعات مثل الإصلاحات الدينية والتعليمية في أوزبكستان الجديدة، والاهتمام بتراث الإمام البخاري.
صور للضريح
ويشار إلى أن أوزبكستان دولة إسلامية شهدت ميلاد ووفاة ومرور عشرات من أشهر علماء وأئمة المسلمين ويقال إن أكثر من 3000 من العلماء جاءوا من أوزبكستان، التى كانت تعرف بأرض المهديين، في العصور الوسطى. ومن بين أشهر هؤلاء الأئمة الإمام البخاري، والترمذي، والزمخشري، والماتردي، وابن سينا، والخوارزمي، والبيرونى، والسمرقندي، والشاشي، والعديد من المحدثين الآخرين، الذين قدموا مساهمة لا تضاهى في ثقافة علم الحديث بتراثهم الروحي والديني.
ولتعزيز تراث مدينة سمرقند الديني، تم إنشاء مراكز البحوث العالمية للإمام البخاري والإمام الترمذي والإمام الماتردي، وكذلك المدارس العليا لعلم الحديث، وتاريخ علم الحديث وحياة الأئمة وتراثهم العلمي.
مدخل للضريح
ويجري في مركز الإمام البخاري العالمي للبحث العلمي، عمل فعال لدراسة التراث العلمي للإمام وتطبيقه على نطاق واسع.
كتب الإمام البخاري خلال مسيرته الإبداعية أربعة وعشرين مصنفاً في مجالات التاريخ والحديث والعقيدة والتفسير والفقه. ومن هذه المؤلفات أشهرها كتاب الجامع الصحيح، أو "صحيح البخاري".
وتأسس مركز الإمام البخاري العالمى بمبادرة من الرئيس الأول لجمهورية أوزبكستان، إسلام كريموف، من أجل إجراء دراسة عميقة وتعزيز التراث العلمي للإمام البخاري. وإعداد الطبعات الأوزبكية للقرآن الكريم و"الجامع الصحيح"، والبحث في التراث العلمي لكبار العلماء الذين كان لهم إسهام كبير في تطوير العلوم الإسلامية، وعقد المؤتمرات في الموضوعات الدينية والفلسفية والاستفادة منها.
في المركز، تم أيضًا إطلاق النشاط الإبداعي لعلماء عظماء آخرين. خلال الفترة 2017-2022، تمت ترجمة 14 عملاً فريدًا كتبها علماء عظماء إلى اللغة الأوزبكية ونشرها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة