أكرم القصاص - علا الشافعي

دينا عبدالعليم تكتب: بين الأمل والألم.. نقطة تحول تبنى الوطن.. شهادات من قلب الوطن لمن فقد جزءا من جسده فداء للوطن.. رجال يتسابقون على الشهادة ويتنافسون لتلتف أجسادهم بعلم مصر

الأربعاء، 01 فبراير 2023 02:02 م
دينا عبدالعليم تكتب: بين الأمل والألم.. نقطة تحول تبنى الوطن.. شهادات من قلب الوطن لمن فقد جزءا من جسده فداء للوطن.. رجال يتسابقون على الشهادة ويتنافسون لتلتف أجسادهم بعلم مصر نقطة تحول

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
معرفة الحق لا تتطلب سوى قلب سليم، يبصر ويتبصر ويمتلئ قلبه إيمانا ويقينا بأن ما يراه حق وما يسمعه حق وما يشعره حق، لذلك تجد قلوب المؤمنين دائما وأبدا محصنة بالحق لا يتسلل إليها باطل، هذا ما عرفناه وما عاهدناه مع قلوب مؤمنة، اليقين بداخلها وراثيا لا يحتاج جهدا ليكون، يقين فى قلوب المصريين يتوارثونه فى الجينات، يؤمنون بالله ومن بعده الوطن، عقيدة راسخة لا تهتز يوما، تعرفها كل الأطياف والفئات، يعرفونها رجال الجيش ويعرفونها رجال الشرطة ويعرفونها الأطباء، يعرفها أساتذة الجامعات وتعرفها حتى ربات البيوت، نفس العقيدة بنفس درجة الإيمان، كل جندى وكل شرطى وكل مدرس وكل طبيب وكل رجل وكل سيدة فى هذا الوطن تؤمن بالله ومن بعده مصر، هذا ما جسده الفيلم الوثائقى العظيم «نقطة تحول.. بين الألم والأمل»، وهو الفيلم الذى أشكر عليه الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية على إنتاجه، وأشكر كل صناعه وكل من شاركوا به، وبالطبع كلمات الشكر لا تفى أبطاله حقهم، وأدعو كل المصريين لمشاهدته، لا لنتعلم التضحيات، فنحن نعرفها وغيرها، وأثق تماما لو خير ملايين المصريين سيختارون التضحية من أجل الوطن، ولكن أدعو لمشاهدته لنعرف الثمن.. ثمن بناء الوطن واستقراره، ثمن الأمن الذى ننعم به.
 
نقطة تحول (2)
 

من ذاق عرف

من ذاق عرف ومن عرف اغترف، كلمة يعرفها أهل الصوفية، تعبر عن الحالة الروحية التى يصل إليها من تعلقت قلوبهم بمحبة الله، وتعبر أيضا عمن تعلقت قلوبهم بمحبة الوطن، كلمة تشعر بها مع كل وجه من وجوه أبطال الفيلم «نقطة تحول»، من فقد جزء من جسده وهو مطمئنا وراضيا إيمانا بوطنه، أبطال الفيلم وغيرهم من أبطال مصر ذاقوا من نعيم التضحيات، فعرفوا أنها الأسمى والأبقى وأنها أجمل المعانى على الأطلاق، لذلك جميعهم يتمسكون بالتضحيات، استمع إلى حديثهم أثناء الفيلم، فجميعهم خرج من أرض المعركة بإصابة فقد فيها جزءا من الجسد على رحلة علاج استمرت سنوات، وانتهت بالخروج من جديد لساحة المعركة، فمن عرف قلبه الحق لا يضل إليه سبيلا، اختار كل منهم ما يناسب جسده المبتور منه جزءا ليستكمل رحلة التضحيات والقتال التى عرفها ولا يستطيع التخلى عنها رغم ما فقد، فنجد منهم من اختار تدريب فرق الصاعقة، أو التدريس فى الكليات العسكرية أو الشرطية أو الالتحاق بإحدى الإدارات الجديدة أو استكمال نفس العمل بطرف صناعى أو عين واحدة.
 

اتولدت مرتين.. الأولى يوم ميلادى والثانية يوم إصابتى وبعد ما ربنا أعادنى للحياة مرة تانية 

توقفت كثيرا عن الجملة التى قالها النقيب سامح درويش، الذى خضع لما يقرب من 18 عملية، بعد إصابته فى عمليه بسيناء نتج عنها بتر فى ساقه.. وقال النقيب سامح درويش إنه وزملاؤه يعيشون فى كل لحظة «موت محتم»، هى لحظة يعرفون فيها أن الخطر موجود فى كل لحظة، لكنه فى النهاية يحمد الله، ويعتبر أن له تاريخى ميلاد، الأول يوم مولده والثانى تاريخ إصابته بعد عودته للحياة عقب الإصابة.
 

الخطر مش غريب علينا إحنا بنتدرب عليه 

جملة أخرى قالها الرائد محمد عزمى: «من أول دخول الكلية وإحنا بنتدرب على الخطر، والخطر ده بيكون حاجة جوانا، اتربينا عليها واحنا صغيرين فى بيوتنا وبتكبر جوانا لما ندخل الكليات العسكرية، وخلاص بيكون الخطر ده معانا، وبنكون متعودين عليه ومش حاجة غريبة علينا، وبعد الإصابة التى كانت عبارة عن طلق نارى فى الضهر تسبب فى شلل تام، لكن بعد الحادث أخدت مجموعة دبلومات ثم ماجيستير ثم دكتوراه وأنا عندى رسالة هكملها».
 

لو اتعاد الموقف مليون مرة هختار نفس الاختيار 

المستشار أمير يعقوب، وهو أحد القضاة المصابين فى تفجير عملية إرهابية بسيناء أثناء إشرفه على الانتخابات هناك، قال بصدق وإيمان بعد أن حكى تفاصيل يوم الحادث وإصابته: إنه تعرض لضغوط كثيرة خاصة أثناء عملية العلاج، وقال أيضا الجملة الأكثر صدقا وهى أنه لو حدث وحصلت انتخابات فى سيناء سيكون من ضمن القضاة المشرفين على الانتخابات هناك من جديد، رغم أن التسكين فى سيناء يخضع لإرادة القضاة، لذلك لو اتعاد الموقف سيقرر نفس القرار ولو مليون مرة.
 
نقطة تحول (1)
 

لما قالولى رجلك اليمين هتتقطع.. قلت الحمد لله حتة منى هتسبقنى عند ربنا 

الحاجة قوت القلوب، سيدة مصرية فقدت رجلها فى حادث كنيسة تفجير الكنيسة المرقسية، كانت تحكى بفخر عن مروها قبل الانفجار الذى نفذته الجماعات الإرهابية، وقالت: إنها رأت شرطيتين من النساء ففرحت بهما، وقررت التقرب إليهما لالتقاط صورة سيلفى معهما، وقبل التقاط الصورة انفجرت العبوة ولم تشعر بشىء، وتقول السيدة المؤمنة والراضية بقضاء الله: إنها عندما سمعت من الأطباء أنه سيتم بتر قدمها اليمنى، فرحت وقالت «الحمد لله.. حتة منى هتسبقنى عند ربنا». 
 

العقيدة اللى جوانا بتخلينا ناخد الطلقة ونقوم منها على أرض المعركة 

مقدم إسلام العزب، استقبل جسده ما يقارب 50 شاظية بعضها خرج والبعض لم يخرج، ثم عاد للعملية وأخذ طلقة فى صدره، وهنا كان السؤال ما هى العقيدة التى تجعل الرجل يأخد هذا الرقم من الشظايا ثم يعود لساحة المعركة ليتلقى الطلقة فى صدره ثم يعود بعد شفائه لساحة القتال من جديد؟ وهنا يجيب المقدم إسلام العزب: إنها العقيدة التى تزرع فى كل القلوب المصرية فى البيت، ثم يستكملها الجندى المصرى منذ أن كان طالبا فى الكلية الحربية، وتتطور مع الوقت بمقابلة القادة، أن نسمع القصص والأساطير التى نسمعها من البطولات الحقيقية، فنجد أن الجندى يفعل ما كان يظنه صعبا بناء على هذه العقيدة.
 

الإحساس بالمسؤولية بيخليك فى لحظة تقدم روحك لملايين الناس كأنهم عيلتك 

كلمات العقيد محمد فرج، الذى كان يتسابق مع زملائه القادة فى حماية أرواح من معهم: تعاهدت مع زميلى أن يتكفل بى وببيتى، حال حودث مكروه له، وأنا تعهدت له بنفس العهد، رجال يتسابقون على الشهادة ويتنافسون حتى تلتف أجسادهم بعلم مصر.
 

لو فيه نعمة راحت فيه غيرها 900 نعمة 

مئات الكلمات كانت من أبطال مصر وأبطال الفيلم، استعرضنا بعضها فى الكلمات السابقة وبقى منها الكثير، عبرت عن الحالة التى لا يمكن أن تجدها إلا فى خير أجناد الأرض، مؤمنون، راضون، مطمئنون، لا يعرفون إيمانا إلا بالله، ولا يسكن قلوبهم من عقيدة إلا بالوطن، يعيشون فى سباق للفداء، من سيكتب بدمه سطرا جديدا من البطولات، من سيدفع روحه ثمنا ليعيش الوطن فى أمان، فشكرا لكل الأبطال، وشكرا لكل أصحاب العقيدة، وشكرا لصناع الفيلم، وشكرا للشركة المتحدة للخدمات الإعلامية على هذا العمل، الذى لا يقل أهمية عن العمليات البطولية لأبطاله.
 
اليوم السابع

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة