أكرم القصاص - علا الشافعي

حسن السعدنى

محمد صلاح ومهنة تأتيها الشيخوخة مبكرًا

الأحد، 07 مايو 2023 02:49 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

ربما يكون السر الوحيد لتوهج الدولى المصري محمد صلاح عامًا بعد عام، أنه عرف آفة الاحتراف وتجنبها، أدرك منذ اللحظة الأولى التي حط فيها رحاله بسويسرا، أنه يلهث وراء حلم، طرفه الأول الدمار  والضياع، وطرفه الأخر سماوات المجد، فلهث خلف حلمه، نضح عرقًا، وفي ذاكرته دومًا، أنه الطفل الذى نجا من العمل في الحقل والمصنع.

عرف محمد صلاح جيدًا أن أي مهنة في العالم يأتيها الغروب من الشيخوخة، لكن لاعب الكرة يشيخ في منتصف الثلاثينات، وربما يشيخ قبل ذلك، إذا أصابته ضربة مفاجئة من هذا الخصم أو ذاك، فيلعب الدولى المصري كل مباراة وكأنها مباراته الأخيرة، يلهث في الملعب وراء الكرة وكأنه يلهث وراء حلمه الوحيد.

وفي كرة القدم، الهدف هو ذروة المتعة، لذلك يحظى المهاجمون بذاكرة أطول لدى المشجعين، يمكن أن نتذكر حارس جيد ومدافع بارز ولاعب وسط مبدع، لكننا نتذكر مئات الهدافين، الذين أطلقوا صيحاتنا وحركوا مشاعرنا كلما سكنت القذيفة البيضاء الشباك.

هذا يفسر سر "هوس" المشجعين الإنجليز وخاصة جماهير ليفربول بالدولى المصري محمد صلاح، الذى تحول لأيقونة، وصلت أن أحدهم رفع لافتة للفرعون المصري في مباراة الأمس أمام برينتفورد تحمل عبارة "أحبك أكثر من أمي".

صلاح الذى يهاجمه الكثيرون ويصفون مستواه بالمتدنى، سجل 30 هدفًا في كل المسابقات هذا الموسم، فماذا لو كان في قمة مستواه؟ كيف للاعب يعيش فريقه ظروفا صعبة هذا الموسم وينافس فقط على مقعد مؤهل لدوري البطال، بينما هو يواصل التسجيل في ثمان مباريات متتالية على ملعب أنفيلد؟

الحقيقة أن صلاح لاعب شغوف بتكسير الأرقام القياسية، لاعب لا يملك رفاهية الوقت لإضاعته في أمرو خارج نطاق كرة القدم، لاعب يعرف أن كرة القدم مهنة تأتيها الشيخوخة قبل الأوان، فيحاول أن يصنع منها مجد كبير قبل أن تغرب شمس نجوميته وينطفئ بريقه وتخونه قدماه استسلامًا لأحكام الزمن.

صلاح يملك بضع سنوات أخرى لمواصلة المسيرة الاستثنائية، هو الآن على بعض خطوات من الانفراد بكل الأرقام القياسية لليفربول، بعد أن حطم معظمها بالفعل!

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة