ـ "حزب الله": دعم فلسطين لن يتوقف وسيكون بأشكال مختلفة ..تنسيقنا مع الجيش اللبناني على أعلى مستوى.. وسنفعل وجودنا سياسيا واجتماعيا
تتمادى قوات جيش الاحتلال في خرق اتفاق وقف إطلاق النار، الذى بدأ سريانه منذ فجر الأربعاء الماضى، حيث استهدف الطيران الإسرائيلي سيارة ببلدة مجدل زون ، كما أصدرت بلدية دير سريان فى الجنوب بيانا يدعو الأهالى لإخلاء البلدة فورا ، حفاظا على سلامتهم، وذلك بعد تهديدات تلقتها عدة قرى من العدو الإسرائيلى، وتأمرهم بإخلاء القرى المتاخمة للحدود فورا.
كما استخدم الجيش الإسرائيلي المدفعية فى قصف بلدتي عيتا الشعب وبنت جبيل، إضافة إلى إطلاق نيران رشاشة من موقع تمركز للجيش الاسرائيلي في محيط بلدة مارون الرأس في اتجاه محيط مستشفى بنت جبيل الحكومي، وعلى عدد من أحياء المدينة، وأطلقت قنابل مضيئة فوق مدينة الخيام، وسجل توغل اسرائيلي في أحياء البلدة، كما سجل أكثر من خرق، الجمعة، في عدد من البلدات الحدودية.
من جانبه، يواصل الجيش اللبناني تعزيزاته العسكرية لاستكمال انتشاره في المناطق الحدودية الجنوبية جنوبي الليطاني، إضافة إلى استهدافات بكل من الخيام ومركبا وكفر كلا ودير ميماس، وبيت ليف وصولاً إلى منطقة الزهراني شمالي الليطاني.
وقد أعلن الجيش الإسرائيلي بقاءه في جنوب لبنان، خلافا لما كان مفترضا بموجب اتفاق وقف القتال مع حزب الله، وقال في بيان له "إن تواجده في جنوب لبنان من أجل الحفاظ على سلامة دولة إسرائيل وسكانها".
وبعدما دخل اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، صباح الأربعاء، ثارت التساؤلات بشأن موعد بدء انسحاب الجيش الإسرائيلي من مواقعه جنوبي لبنان.
وكانت مصادر أمريكية توقعت أن يبدأ الانسحاب الإسرائيلي بمجرد دخول الاتفاق حيز التنفيذ، وأيضا إزالة العشرات من الأعلام الإسرائيلية التي وضعها جنود الجيش الإسرائيلي على المواقع التي استولوا عليها في الأراضي اللبنانية، وهو ما لم يحدث.
اتصالات لوقف الخروقات
ومقابل هذه الانتهاكات لاتفاق التهدئة ، أجرى لبنان العديد من الاتصالات الدبلوماسية مع أمريكا وفرنسا لوقف الانتهاكات، بالتوازي مع التحضيرات العملية لاستكمال إجراءات تنفيذ الاتفاق واستكمال نشر الجيش في الجنوب.
وكان الوسيط الأمريكى آموس هوكشتاين حاضراً على خط الاتصالات التي جرت وأكد متابعته الحثيثة لهذه الخروقات مع الجهات المعنية وللتحركات الميدانية غير المبررة، بالشكل الذي يحول دون تكرارها، وشدد على ضرورة التزام كل الأطراف بالاتفاق، وإدراك الحاجة الأكيدة للجميع إلى ترسيخ الهدوء والاستقرار على جانبي الحدود وتنفيذ كل الإجراءات المطلوب القيام بها خلال فترة الـ 60 يوماً.
وفى هذا السياق، من المقرر أن يعقد مجلس الوزراء جلسة الأسبوع المقبل لاستكمال البحث في الملف الامني وتعزير انتشار الجيش في الجنوب.
ومن جانبه أكد مصدر أمنى لبنانى ـ وفق صحيفة "الجمهورية " اللبنانية ـ أن الوضع مقلق ويتدرج نحو الخطر، حيث يخشى أن يتعرض الاتفاق للانهيار في ظل الخرق الاسرائيلي المتعمد ما يعزز الاعتقاد بأن إسرائيل لديها نوايا مبيتة لنسفه.
كما حذرت الأمم المتحدة من الخرق العلني لاتفاق وقف العمليات القتالية في لبنان ومن خطورة استمرار هذه الخروقات، ما من شأنه جلب عواقب وخيمة.
ومن جانبه قد أعد الجيش اللبناني، قائمة بالخروقات التي مارسها الجيش الاسرائيلي في المناطق الواقعة جنوب الليطاني، إضافة إلى التحذيرات التي يطلقها لأهالي البلدات الجنوبية ومنعهم من العودة اليها، وجرى تواصل مباشر مع رئيس اللجنة الخماسية المكلّفة الإشراف على وقف اطلاق النار ومنع انتهاك الاتفاق.
ومن جهة ثانية، اختتم المبعوث الفرنسي الخاص إلى لبنان، جان إيف لودريان، زيارته إلى بيروت، مؤكدا الحاجة الملحة لانتخاب رئيس للجمهورية خلال الجلسة التي دعا رئيس مجلس النواب، نبيه بري، إلى عقدها في 9 يناير المقبل".
وأفادت وسائل إعلام لبنانية، ألا توجد مبادرة فرنسية جاهزة او معدة سلفاً، وأن هذه الزيارة أعادت ضبط الملف الرئاسي في رأس اولويات مرحلة ما بعد العدوان، وحضور لودريان هو عامل مساعد للدفع في ملف رئاسة الجمهورية إلى الحسم بشكل عاجل.
إجراءات تنفيذ الاتفاق
وعلى صعيد متصل، أعلنت القيادة الوسطى الأمريكية "سنتاكوم" عن وصول الجنرال جاسبر جيفرز، قائد العمليات الخاصة إلى بيروت ليقوم بمهمة كرئيس مشارك، إلى جانب المبعوث الأمريكى للشرق الأوسط آموس هوكشتاين، لمراقبة آلية التنفيذ والمراقبة بشأن وقف الأعمال العدائية بين إسرائيل ولبنان.
وتترأس الولايات المتحدة لجنة خماسية لضبط آلية تنفيذ ومراقبة وقف الأعمال العدائية، وتتكون من القوات المسلحة اللبنانية، وقوات الجيش الإسرائيلي، وقوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل)، وفرنسا، ويرأسها الجنرال في الجيش الأمريكى جاسبر جيفرز، الذي وصل إلى بيروت في الساعات الماضية .
و أولى مهمات الجنرال جيفيرز هي التنسيق مع الجيش اللبناني لانسحاب عناصر حزب الله إلى ما وراء نهر الليطاني (29 كلم) عن الحدود مع إسرائيل وجعل المنطقة تحت سيطرة الجيش اللبناني.
وسيعمل الوسيط الأمريكى هوكشتاين كرئيس مشارك مدني حتى يتم تعيين مسؤول مدني دائم في بيروت، وستساعد هذه المجموعة في مراقبة وتنفيذ اتفاق وقف الأعمال العدائية بين إسرائيل ولبنان والذي دخل حيز التنفيذ في 26 نوفمبر.
يأتي ذلك بعد أول خطاب لأمين عام حزب الله نعيم قاسم بعد وقف إطلاق النار، و الذى ألقاه مساء الجمعة و اعتبر فيه أن اتفاق وقف إطلاق النار ليس معاهدة وهو يؤكد على خروج الجيش الإسرائيلي من كل الأماكن التي احتلها وينتشر الجيش اللبناني جنوب نهر الليطاني؛ وأكد دعم الحزب للجيش اللبنانى والتنسيق معه على أعلى مستوى.
وأكد أن دعم فلسطين لن يتوقف، وسيكون بأشكال مختلفة، كما أكد مساهمة الحزب في المجال الاجتماعى والاقتصادي والسياسى خلال الفترة القادمة ، و عملية الإعمار، مشددا على التعاون مع كل القوى الوطنية، مؤكدا جاهزية المقاومة لمنع العدو من استضعاف لبنان.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة