واجهت المؤسسة الدينية خلال الأشهر القليلة الماضية ، قضية الإلحاد ، من خلال وضعها خطة مشتركة بين جميع قطاعاتها ممثلة في " مشيخة الأزهر الشريف – وزارة الأوقاف- دار الإفتاء- مجمع البحوث الإسلامية – جامعة الأزهر – الجامع الأزهر الشريف- قطاع المعاهد الأزهرية"؛ وجاءت خطة المؤسسة ما بين ندوات ومحاضرات وتفعيل دور المراكز والوحدات الخاصة للتعامل مع تلك الظاهرة.
في البداية كان قد أعلن مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف ،تعزيز القوافل الدعوية للمناطق الأكثر احتياجًا وإطلاق الحملات التوعوية؛ لتوعية الشباب بأهمية مواجهة الظواهر السلبيَّة ومنها: (زواج القاصرات – الإلحاد – الانتحار – العنف الأسري – العنف المدرسي – التسول الإلكتروني – الثأر – الألعاب الإلكترونية –ختان الإناث – منع الميراث – البطالة – الهجرة غير الشرعية – الطلاق – الإدمان – إهدار الوقت)، حيث تم إطلاق عدد (150) قافلة دعوية بواقع (10) قوافل أسبوعيا إلى المناطق الأكثر احتياجًا في ضوء نتائج الدراسات الميدانية، لمواجهة الظواهر السلبية، وإطلاق حملات توعوية بواقع حملة كل أسبوعين تنفذ من خلال التوعية الإلكترونية والأنشطة الميدانية: (دروس – خطب – لقاءات – ندوات)، إضافة إلى إطلاق برنامج المقاهي الثقافية؛ لتنمية روح البناء لدى الشباب.
كما سيبق و أنشأ مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية في منتصف ديسمبر من عام 2018م، بدعم من فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطَّيب شيخ الأزهر الشريف؛ لمواجهة شبهات الإلحاد والفكر اللاديني، وبناء وعيٍ معرفيٍّ للوقاية من هذا الفكر المتطرف والمنحرف، وتوفير مساحات آمنة للحوار مع الشباب وتحصينهم من حيل المتشكِّكين في الدين، والعمل على إزالة المفاهيم المغلوطة لديهم. وتضم الوحدة نخبة من أعضاء المركز وأساتذة من جامعة الأزهر والجامعات المصرية، متخصصون في: العقيدة والفلسفة، والفقه الإسلامي، وعلم النفس، والاجتماع، والصحة النفسية، وغير ذلك من التخصصات المختلفة.
وتعمل الوحدة على المتابعة اللحظية لكل ما يُثار حول الإسلام وشرائعه من أغلوطات وشبهات فى مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام، وتحليل بياناته، وتقديم معالجات متخصصة، ومحتويات تدعم هذه المعالجات، وتجوب بها محافظات وجامعات الجمهورية من خلال برامج توعوية متخصصة، ومطبوعات، وحملات إلكترونية وإعلامية بلغة بسيطة يفهمها الشباب، وقد استفاد من جهود الوحدة خلال هذه المدة أعداد ضخمة من الشباب والأسر. وتستقبل الوحدة منذ ذلك الحين الشَّباب الباحثين عن الحقيقة في مقر المركز بمشيخة الأزهر الشريف، وتعقد لهم المقابلات الشخصية الواقعية والإلكترونية بالمركز وبأماكن تنفيذ برامجه في أنحاء الجمهورية مع متخصصين من أعضاء المركز، وتساعدهم على محو أي شبهة تتعلق بالدِّين والشريعة.
كما أسهم مركزُ الأزهرِ العالميُّ للفتوى الإلكترونيَّة منذ تأسيسِه في تحقيق الأمن الفكري للمجتمع من خلال: تخصيصِ قسمٍ للفكر والأديان في الفتوى الهاتفيَّة، يُعنَى باستقبال مكالماتِ الجمهور والردِّ هاتفيًّا على كافَّة الأسئلة والاستفسارات المتعلِّقة بجوانب العقيدة، والإلحاد الفقه، إنشاءِ قسمٍ للمتابعة الإلكترونيَّة يقومُ على رصدِ الأفكار الشاذَّة وتحليلِها ورسمِ الخُطَطِ المنهجيَّةِ لمعالجتها وتصحيحها وتحصين المجتمع منها، إعدادِ قسمِ البحوثِ والنشرِ لعددٍ من البحوثِ والأوراقِ العلميَّةِ؛ لنقضِ مبادئِ الإلحادِ، وتفنيد شُبهات، إنشاءِ وحدة: «بيانٍ» ضمنَ وَحداتِ قسم معالجة الظواهر؛ وذلك بهدف مواجهةِ الفكرِ الإلحاديِّ واللاديني، وتفنيدِ الشبهات، وتصحيحِ المفاهيم المغلوطة، ودعمِ الاستقرار المجتمعي، تدريبِ المُفتِينَ المتخصِّصين في مقاومة الإلحاد الفقهي وتأهيلِهم لردِّ الشُّبهات الإلحاديَّة الفقهيَّة، ومناظرةِ المُدَّعين لها بالحُجَج والبراهين القويَّة المقنعة.
إطلاقِ عددٍ من البرامج التثقيفيَّةِ والحملات التوعويَّة واللقاءات الجماهيريَّة التي تُعنى برفع المستوى الثقافيِّ التنويريِّ لترسيخ الفهم الحقيقيِّ للدين الحنيفِ بمنهجه المعتدل، ودحضِ شبهات الفكرِ الإلحاديِّ وتفنيد تأويلاتِه الشاذَّة والمنحرفة.
كما نظمت وزارة الأوقاف، 100 ندوة علمية في المساجد الكبرى بالمحافظات تحت عنوان: "من العواقب المدمرة للإلحاد: الانهيار الأخلاقى للفرد والمجتمع"، وذلك في إطار جهود الوزارة في نشر الفكر الوسطي المستنير، وضمن نشاطها الدعوي والعلمي والتثقيفي.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة