يعد شهر رمضان هو شهر القرآن والرحمة والمغفرة، وهو فرصة عظيمة للمسلمين لزيادة الأعمال الصالحة والتقرب إلى الله تعالى، وفي هذا الشهر المبارك، تتضاعف الحسنات وتُرفع الدرجات، لذا يجب على المسلم أن يستغل كل لحظة فيه في فعل الخيرات والأعمال الصالحة.
مع اقترب شهر رمضان الكريم الذي من المقرر أن يبدأ يوم السبت أول مارس 2025 وذلك وفقا للحسابات الفلكية، ينشر اليوم السابع أفضل الأعمال الصالحة التي يجب علي المسلم القيام بها في شهر رمضان.
الصيام:
وهو الركن الأساسي في هذا الشهر، ويجب على المسلم أن يصوم رمضان إيمانًا واحتسابًا، وأن يحرص على أداءه على أكمل وجه، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه».وقال الله -عزّ وجلّ: (فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ).
قراءة القرآن:
شهر رمضان هو شهر القرآن، لذا يجب على المسلم أن يكثر من قراءة القرآن وتدبر معانيه، وأن يحرص على ختمه أكثر من مرة في هذا الشهرالمبارك .
الصلاة:
الصلوات الخمس لا تقتصر علي شهر رمضان فقط ولكن يجب على المسلم أن يحافظ على أداء الصلوات الخمس في أوقاتها، وأن يكثر من النوافل والتهجد في شهر رمضان، حيث يكون الأجر مضاعفًا خلال هذا الشهر الكريم، ففيها فضل عظيم.
الصدقة:
الصدقة من أفضل الأعمال التي يحبها الله تعالى، وفي شهر رمضان تكون مضاعفة، لذا يجب على المسلم أن يكثر من الصدقة على الفقراء والمساكين والمحتاجين، إذ يقول صلى الله عليه وسلم: «أفضل الصدقة صدقة رمضان».
وعن ابنِ عباسٍ، رضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، قالَ: «كَانَ رَسُولُ اللهِ ﷺ أَجْوَدَ النَّاسِ، وَكَانَ أَجْوَدُ مَا يَكُونُ في رَمَضَانَ حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ، وَكَانَ جِبْرِيلُ يَلْقَاهُ في كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ فَيُدَارِسُهُ القُرْآنَ، فَلَرَسُولُ اللهِ ﷺ حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ أَجْوَدُ بِالخَيْرِ مِنَ الرِّيحِ المُرْسَلَةِ» متفقٌ عَلَيْهِ.
وروى زيد بن أسلم عن أبيه ، قال سمعت عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ يقول : أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نتصدق ووافق ذلك مالاً عندي ، فقلت : اليوم أسبق أبا بكر إن سبقته يوما ، قال فجئت بنصف مالي ـ قال : فقال لي رسول الله : «ما أبقيت لأهلك ». قال : فقلت مثله ، وأتى أبو بكر بكل ما عنده فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : «ما أبقيت لأهلك ». قال أبقيت لهم الله ورسوله ، قلت : لا أسابقك إلى شيء أبداً.
ويمكن التصدق بطرق كثيرة كإطعام الطعام وإفطار الصائمين، فعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ ، قَالَ : قال رسول الله ﷺ: « أَيُّمَا مُؤْمِنٍ أَطْعَمَ مُؤْمِنًا عَلَى جُوعٍ أَطْعَمَهُ اللَّهُ يَوْمَ القِيَامَةِ مِنْ ثِمَارِ الجَنَّةِ ، وَأَيُّمَا مُؤْمِنٍ سَقَى مُؤْمِنًا عَلَى ظَمَإٍ سَقَاهُ اللَّهُ يَوْمَ القِيَامَةِ مِنَ الرَّحِيقِ المَخْتُومِ ، وَأَيُّمَا مُؤْمِنٍ كَسَا مُؤْمِنًا عَلَى عُرْيٍ كَسَاهُ اللَّهُ مِنْ خُضْرِ الجَنَّةِ ».
وقال تعالى في إطعام الطعام ويطعمون الطعام على حبه مسكيناً ويتيماً وأسيراً. إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاءً ولا شكوراً. إنا نخاف من ربنا يوماً عبوساً قمطريراً فوقاهم الله شر ذلك اليوم ولقاهم نضرةً وسروراً وجزاهم بما صبروا جنةً وحريراً الإنسان/ 8 – 12.
ومن فطر صائما كان له مثل أجره ، فعن زيد بن خالد الجُهني رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « مَنْ فَطَّرَ صَائِمًا كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ غَيْرَ أَنَّهُ لا يَنْقُصُ مِنْ أَجْرِ الصَّائِمِ شَيْئًا ». رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح.
زكاة الفطر
تعد زكاة الفطر هي من الصدقة الواجبة في ختام شهر رمضان، وزكاة الفطر هي الزكاة التي يؤديها المسلم صدقة عن زوجته وأولاده الصغار الذين لا مال لهم ممن تلزمه نفقته،وزكاة الفطر واجبة على كل مسلم تتوفر فيه الشروط.
الدعاء والاستغفار:
شهر رمضان هو شهر الدعاء والاستغفار، لذا يجب على المسلم أن يكثر من الدعاء لله تعالى بأن يغفر له ويرحمه، وأن يستجيب لدعواته، خاصة وقت الإفطار وفي الثلث الأخير من الليل وبالأسحار ويوم الجمعة.
أداء العمرة:
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لامرأة من الأنصار: ما منعك أن تحجي معنا؟ قالت: كان لنا ناضح فركبه أبو فلان وابنه - لزوجها وابنها - وترك ناضحاً ننضح عليه، قال: فإذا كان رمضان اعتمري فيه؛ فإن عمرة في رمضان حجةً . رواه البخاري (1690)، ومسلم (1256).
الاعتكاف
من أفضل الأعمال الصالحة في رمضان الإعكتاف تحديدا فالعشرة الأواخر.
والاعتكاف في ليلة القدرلها اجر عظيم ، وقال الله عن ليلة القدر أنها خير من ألف شهر وتنزل فيها الرحمة والبركة والمغفرة على عباد الله المؤمنين، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه".
وتعد ليلة القدر خير ليالي رمضان المبارك ، فيها نزل القرآن.
قال تعالى : ﴿إِنّا أَنزَلناهُ في لَيلَةِ القَدرِوَما أَدراكَ ما لَيلَةُ القَدرِلَيلَةُ القَدرِ خَيرٌ مِن أَلفِ شَهرٍتَنَزَّلُ المَلائِكَةُ وَالرّوحُ فيها بِإِذنِ رَبِّهِم مِن كُلِّ أَمرٍسَلامٌ هِيَ حَتّى مَطلَعِ الفَجرِ﴾.
عن ابن عمر رضي الله عنهما: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعتكف في العشر الأواخر من رمضان. رواه البخاري (1921)، ومسلم (1171).
وقال ابن القيم رحمه الله - مبيِّناً بعض الحِكَم من الاعتكاف -:"لما كان صلاح القلب واستقامته على طريق سيره إلى الله تعالى متوقفاً على جمعيته على الله، ولمِّ شعثه بإقباله بالكلية على الله تعالى؛ فإن شعث القلب لا يلمه إلا الإقبال على الله تعالى، وكان فضول الطعام والشراب، وفضول مخالطة الأنام، وفضول الكلام، وفضول المنام؛ مما يزيده شعثاً ويشتته في كل واد، ويقطعه عن سيره إلى الله تعالى أو يضعفه، اقتضت رحمة العزيز الرحيم بعباده أن شرع لهم من الصوم ما يذهب فضول الطعام والشراب ويستفرغ من القلب أخلاط الشهوات المعوقة عن سيره إلى الله، وشرع لهم الاعتكاف الذي مقصوده وروحه عكوف القلب على الله تعالى، والخلوة به، والانقطاع عن الاشتغال بالخلق، والاشتغال به وحده، بحيث يصير ذكره وحبه والإقبال عليه في محل هموم القلب وخطراته فيستولي عليه بدلها..." انتهى من" زاد المعاد " (2 / 86، 87).
قيام الليل
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مَن قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه. رواه البخاري (37)، ومسلم (759).
وعن أبي ذر قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: إن الرجل إذا قام مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة.
رواه الترمذي (806) وقال: حسن صحيح، والنسائي (1364)، وأبو داود (1375)، وابن ماجه (1327).
قالت عائشة رضي الله عنها : « لاَ تدع قيامَ اللَّيلِ فإنَّ رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كانَ لاَ يدعُهُ وَكانَ إذا مرضَ أو كسلَ صلَّى قاعدًا» .أخرجه أبو داوود،وأحمد .
ووصف الله تعالى من يقوم الليل للتعبد والصلاة بعباد الرحمن ، قال تعالى : ﴿وَعِبادُ الرَّحمنِ الَّذينَ يَمشونَ عَلَى الأَرضِ هَونًا وَإِذا خاطَبَهُمُ الجاهِلونَ قالوا سَلامًاوَالَّذينَ يَبيتونَ لِرَبِّهِم سُجَّدًا وَقِيامًا﴾ [الفرقان: ٦٣-٦٤] .
أدعية شهر رمضان:
- اللهم بلغنا شهر رمضان، واعنا على صيامه، واعنا على قيامه على النحو الذي يجعلك راضٍ عنا.
- اللهم اجعل جميع أعمالنا خالصة لوجهك العظيم الكريم.
- اللهم بلغنا رمضان، واجعل قدومه علينا بداية لنهاية الوباء والآلام، واجعله يحل علينا بأمان وسلام، واغفر لنا فيه وتقبلنا يا ذا الجلال والإكرام .
- اللهم قد زاد شوقنا إلى شهرك الكريم، فلا تحرمنا من الصيام والقيام والدعاء وفعل الخيرات.
- يا رب بلغنا رمضان، وأنت راضٍ عنا، واغسل قلوبنا من الهموم والأحزان، وأقر أعيننا في هذا الشهر المبارك بلذة الأسحار، ولا تحرمنا صحبة الأخيار.
- اللهم بلغني وبلغ أفراد عائلتي وأحبائي، صيام رمضان، وصلاة التراويح، وسماع دعوات المصلين، وختم القرآن أكثر من مرة، وبدل حالنا لأحسن حال.
- اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
بالإضافة إلى صلة الرحم، والإحسان إلى الجيران، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وغيرها من الأعمال التي تقرب العبد إلى ربه.
فلنجعل شهر رمضان شهرًا مليئًا بالأعمال الصالحة والخيرات، ولنستغل كل لحظة فيه في التقرب إلى الله تعالى، والفوز برضاه ومغفرته.