زيارة مهمة للرئيس عبدالفتاح السيسى إلى قطر والكويت، وهى ضمن التحركات المصرية المستمرة فى الدوائر الإقليمية والدولية بحثا عن أرضية مشتركة يمكن الانطلاق منها إلى مواجهة التحديات الإقليمية، ربما يكون من أبرزها الحرب فى غزة، والمساعى المصرية القطرية لانتهاء الحرب، والتوافق فى الموقف من رفض التهجير، وضرورة دعم حل الدولتين، خاصة أن مصر وقطر طرف مهم فى الوساطة ومبادرات وقف الحرب، وتوصلا مع الولايات المتحدة إلى اتفاق تم تنفيذ المرحلة الأولى منه، وكسره نتنياهو ووزراؤه المتطرفون.
وفى البيان المصرى القطرى المشترك، تضمن أن المباحثات بين الرئيس السيسى، والشيخ تميم بن حمد أمير دولة قطر، عكست عمق العلاقات الثنائية، وأهمية تعزيز التعاون الاقتصادى بين البلدين، والتوافق على استمرار العمل المشترك نحو تعزيز مجالات الاستثمار والتبادل الاقتصادى، والتزامهما بدعم الشراكة الاقتصادية بين البلدين، من خلال حزمة من الاستثمارات القطرية المباشرة بقيمة 7.5 مليار دولار خلال المرحلة المقبلة، ضمن شراكة تعكس مصالح الشعبين، وقد التقى الرئيس السيسى مع مجتمع الأعمال القطرى، وشرح بشكل واضح حجم ما تحقق من بنية أساسية، تتيح فرصا استثمارية فى مجالات الطاقة المتجددة والسياحة والصناعة والشراكات الاستثمارية التى تعود بالفوائد على كل الأطراف.
إقليميا وعربيا أعربت مصر وقطر عن قلقهما البالغ إزاء استمرار التصعيد فى قطاع غزة، وأكد الرئيس السيسى والأمير تميم رفضهما القاطع لتهجير الفلسطينيين من أرضهم، وأكدا أهمية مواصلة الجهود المشتركة من أجل التوصل إلى وقف فورى ومستدام لإطلاق النار، وضمان إيصال المساعدات الإنسانية العاجلة إلى المدنيين، واتفقا على مركزية القضية الفلسطينية باعتبارها قضية العرب الأولى، وموقفهما الثابت والداعم للحقوق المشروعة للشعب الفلسطينى، وفى مقدمتها حقه فى إقامة دولته المستقلة على خطوط الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، وفقا لمبادرات السلام والقرارات الدولية.
واتفقت مصر وقطر على أهمية تمكين الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى التهدئة والحلول السلمية وعلى رأسها جهود الوساطة التى تقودها القاهرة والدوحة بالشراكة مع الولايات المتحدة الأمريكية، للوصول لوقف إطلاق النار ونهاية للحرب فى قطاع غزة، مستنكرين كل محاولات تقويض المسارات التفاوضية أو استهداف الوسطاء والتى لا تهدف إلا إلى تخريب جهود الوساطة.
وتضمن البيان الختامى لمصر وقطر بعد زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى، تأكيد دعم المصالحة الوطنية الفلسطينية، وضرورة توحيد الصف الفلسطينى، بما يضمن تفعيل مؤسسات الدولة الفلسطينية وتحقيق تطلعات الشعب الفلسطينى، وجدد الطرفان دعمهما الكامل لخطة إعادة إعمار قطاع غزة، وأعربا عن تطلعهما إلى انعقاد مؤتمر دولى بهذا الشأن تستضيفه مصر بالتعاون مع الشركاء الإقليميين والدوليين، لتنسيق الجهود الإنسانية والتنموية بما يضمن تحسين الظروف المعيشية للشعب الفلسطينى فى القطاع.
كانت القضية الفلسطينية والحرب فى غزة المحور الأهم لمباحثات مصر وقطر فى الدوحة، بجانب التباحث حول القضايا الإقليمية ومنها القلق من استمرار النزاع المسلح فى السودان، وأهمية الوقف الفورى للعمليات العسكرية، والعودة إلى مسار الحوار الوطنى الشامل، بما يحفظ وحدة السودان وسيادته، ويضع حدا لمعاناة شعبه، مع دعم كل المبادرات الإقليمية والدولية الهادفة إلى إنهاء النزاع، كما اتفقا على أهمية الحفاظ على وحدة سوريا ولبنان، ورحبا بالمفاوضات غير المباشرة بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران، ودعم أى مساعٍ سلمية تهدف إلى خفض التوتر فى المنطقة، وتعزيز الأمن والاستقرار فيها.
وأعربت دولة قطر عن دعمها لترشيح الدكتور خالد العنانى، مرشح مصر لمنصب المدير العام لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «اليونسكو»، وعلى مستوى العلاقات الثنائية عبرت مصر وقطر عن ارتياحهما لما تحقق من تقدم فى العلاقات الثنائية خلال الفترة الماضية، وأكدا على أهمية البناء على ما تم إنجازه، والدفع بالعلاقات إلى مستويات أرحب، فى إطار من الاحترام المتبادل والرؤية المشتركة لمستقبل يسوده الأمن والاستقرار والازدهار.
كانت زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى ولقاءاته مع الأمير تميم ومع مجتمع الأعمال تعبيرا عن تطور العلاقات وشراكات اقتصادية وسياسية مهمة، وتعتبر مع زيارة الكويت جزءا من تحركات وخطوات مصرية لبناء مواقف وشراكات اقتصادية وسياسية مهمة.
