كعادتى كلّما عزمت على أمر، أختلى بنفسى فى مكان ناء حتى يكون الفكر صافيا والقرار منطقيا، فاخترت بقعة بعيدة تخفت فيها أقدام المارة، مرّت نسمة هواء شاردة فاحتفيت بها هربا من رطوبة الصيف الخانقة ليل نهار .
أردت أن أتنسم هواءً نقيا فصعدت لسطح بناية عالية تقع على أطراف المدينة، مهجورة إلاّ من قلّة من البشر، وقفت بأعلى نقطة بها وفردت ذراعى على امتدادهما مغمض العينين