دعونى أحدثكم عن أمى وأشهد أنى معجب بها وأحبها حبا جما فلا زلت أراها في حياتى وأشم رائحتها وأسمع صوتها، لأنى لم أرَ حباً كحبّها، ولا قلباً كقلبها.
العيد شعيرة إسلامية ودينية تتجلى فيها مظاهر العبودية لله، وتظهر فيها معانٍ اجتماعية وإنسانية رائعة، حيث تتصافح فيها الأيادى، وتتألف القلوب وتتفادى الأرواح، وتتزاور الأرحام، لكن ما يجب أن نلتفت إليه، أنه لا يجوز أن يكون العيد يوم حزن أو هم بالبكاء والندب على الراحلين.
من المؤسف أننا نسينا أياما كانت السعادة فى رضا الوالدين، وتقبيل يد الكبير، وإلقاء السلام على القريب والغريب، فكانت الحياة هنيئة لا بغضاء ولا ضغينة، إنما ما نراه الآن من آفات العقوق والجحود والنكران،
من كان في قطيعة مع أهله فعليه أن يصل الرحم فى الأعياد، حيث تكون فيها القلوب صافية والنفوس سامية والبيوت مُهيأة للفرح والسرور، وقد قال الله تعالى "واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا" وقال أيضا جلً شأنه "وأولو الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله".