أكرم القصاص

كأنه

من منظور الدكتور

الخميس، 23 أكتوبر 2008 01:31 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يحتاج المواطن إلى كثير من الصبر وطول البال، والقدرة على التحمل، مع بعض «الهندسة التحليلية»، والفراغية، والجدول الرياضى، وعلوم الإحصاء، ولا مانع من بعض الجذور التكعيبية، والمؤشرات الاقتصادية، حتى يمكنه فهم واستيعاب النظريات السياسية لرئيس الوزراء، وإذا كان المرء من سكان القرية الذكية، فسوف يكون الطريق السريع على يمينه، والمحور على يساره، وبالتالى يمكنه هضم واستيعاب المنظور. الدكتور يقيس تقدم الشعب بعدادات الكهرباء وكروت الشحن، والثلاجات، بصرف النظر عن وجوده فى مرمى صخرة، أو بالقرب من حريق، فهذه المصطلحات لا مكان لها فى نصف الكوب الذى يحمله دائما، ويطلب من الآخرين أن يشاهدوه، ويعتقد أن الإنسان مادام امتلك جهاز موبايل فهو ليس فقيرا، لا يهم كارت أو خط، حتى رنة إذا اشتكى هذا الشخص من الفقر أو المرض أو ضيق ذات اليد، يخرج له الدكتور «مؤشرا اقتصاديا» يشفيه من كل مرض، هكذا تحدث الدكتور نظيف من قبل، وهكذا يتحدث دائما، فى الأهرام أخيرا وفى الجمهورية أو التليفزيون أو الثلاجة، مطالباً أن يكون المواطنون على مستوى فهمه، وعقله المتسع، وأن يتخلوا عن العشوائية، والفكر القديم، فحكومته هى حكومة فقراء، بدليل بطاقات التموين، فى القرن الواحد والعشرين، مع ملاحظة ملابس الحكومة فى اجتماعاته التى تقطع القلب.
ربما لهذا يفكر الدكتور فى التخلص من العشوائيات، بطريق علمى، ليس بنقل السكان إلى مساكن إنسانية، ولكن بتطويرهم، طبقا لمواصفات «لومبروزو»، ونظريات «الاستبعاد الإهمالى»، ولو شاهد أى واحد من هؤلاء أرقام ومليارات ومربعات الدكتور فسوف تنبسط عضلات جهازه التنفسى، ويشعر بالسعادة التلقائية، من دون طعام أو شراب، أو صحة أو تعليم.. الحل هو التخلص من المشكلة وأصحابها.
الدكتور نظيف يظن طوال الوقت أن الخلاف بينه وبين المواطن هو فى المنظور والزاوية التى يرى منها الأشياء، فساكن العشوائيات لن يكون عشوائيا إذا اعتقد أنه ليس عشوائيا، ومصر دولة متقدمة بشرط أن يصحو المواطن من نومه، ويردد نسبة النمو سبع مرات، والمؤشرات تسع، وخمسة مناظير مختلفة، مع بعض البخور ورجل أسد وجاوى.
عندها فقط سوف تختفى الحرائق، ولن تسقط صخور المقطم على سكان الدويقة، وستواجه مصر الأزمة العالمية بدون معلم،
ويا جماعة، تبرعوا من أجل المنظور والمؤشرات الاقتصادية..





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة