سعيد شعيب

جحيم دولة القرضاوى

الإثنين، 27 أكتوبر 2008 07:07 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الحقيقة أنه لا فرق بين ما يدعو إليه الشيخ يوسف القرضاوى وبين ما يدعو إليه ملالى إيران، فالخلاف بينهما فى تفاصيل الدولة الدينية الفاشية وليس فى جوهرها.
لقد قرأت مرة واثنين وعشرة، الحوار الشهير الذى أجرته الزميلة رانيا بدوى مع القرضاوى لجريدة المصرى اليوم، كما قرأت الرد الإيرانى، والرد عليه من قبل الشيخ، ناهيك عن معظم ردود الأفعال. واكتشفت بعد كل هذا العناء، أن الأمر ليس أكثر من صراع بين مروجى الدولة الدينية السنية والدولة الدينية الشيعية .. لا أكثر ولا أقل.
فالشيخ القرضاوى يتبنى نموذج الدولة الدينية على طريقة الإخوان، وقد كان عضواً فى الجماعة لسنوات طويلة وكان مرشحاً لأن يكون المرشد واعتذر، فهو يريد مصر دولة دينية، ودعك من الكلام "المزوق واللى ملوش راس من رجلين" حول أنها دولة مدنية يحكمها مدنيون ولكن مرجعيتها الإسلام، فهل هؤلاء المدنيون هم الذين سيحددون الحلال والحرام ويفرضونه عنوة على خلق الله؟
بالطبع لا، فما يقوله القرضاوى مجرد غطاء، ليحكمنا فى النهاية مجموعة رجال دين، أهل الحل والعقد، باسم الله جل علاه وباسم الإسلام .. فهل هذا يختلف عن النموذج الإيرانى؟
لا فرق، ففى نموذج الملالى السلطة الأعلى فى البلاد ليست للشعب طبعاً ولا للبرلمان، ففوقهم المرشد الأعلى ومن بعده مجلس صيانة الدستور. ناهيك عن أنه غير مسموح لأى أحد بالترشح إلا بعد أن ينال الموافقة .. وأضف إلى ذلك أن الرئيس والمرشد لابد أن يكونا من الشيعة الاثنى عشرية ولا حقوق للأقليات الأخرى، فهى ليست دولة مواطنة، الحقوق فيها متساوية لكل أبناء البلد.
إذن لا فرق فى الجوهر ولكن فى التفاصيل، فهو ذات النموذج الذى يطرحه القرضاوى، فهو يعتبر على سبيل المثال أن القرآنيين كفرة، لأنهم لا يعترفون بالأحاديث رغم أنهم مؤمنون بالقرآن الكريم والرسول (ص)، ناهيك عن استنكاره الشديد لأن يكون من بين المصريين شيعة، وكأنه ليس من حق الإنسان أن يختار عقيدته .. فماذا سيحدث لهم لو لا قدر الله حكمنا من هم مثله، وماذا سيفعل مع المسيحيين والبهائيين وغيرهم من أبناء مصر؟
بالطبع الإجابة معروفة.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة