سعيد شعيب

غرام قديم بالاستبداد

الأحد، 05 أكتوبر 2008 10:44 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كيف يدعو فكرى أباظة إلى الاستبداد وهو ابن الفترة الليبرالية فى مصر الحديثة، تلك الفترة الذهبية قبل 1952؟
إنها مفاجأة صادمة لى، صحيح أنها كانت ليبرالية عليها بعض الانتقادات، ولكنها فى النهاية كانت قابلة للتطور، وصولاً إلى ديمقراطية كاملة ومجتمع متوازن طبقياً. أباظة اتهمه الاستعمار الإنجليزى بأن النشيد الذى ألفه كان الفتيل الذى أشعل ثورة 1919، فكيف يتحمس ويروج لنماذج مثل هتلر وموسولينى وأتاتورك؟
فقد عثرت على مقدمة كتبها أباظة لكتاب "كمال أتاتورك" مؤسس الجمهورية التركية، الذى ألفه محمد محمد توفيق، وصادر عن دار الهلال عام 1936. وفيها يعلن غرامه بموسولينى، الذى جاء كما قال، لحكم مجتمع إيطالى مهشم، واستطاع بموارد بلاده وثقافتها أن يصلح الأحوال. وهتلر، لا تندهش نعم هتلر، الذى نجح وساعده على النجاح أمته الفتية. أما الغرام الأكبر فكان لأتاتورك، فقد كان متفوقاً فى الجندية والكتابة والسياسة وكل شىء. وخلق دولة فتية قوية من بين أنقاض إمبراطورية أفناها العمر. ويراه نموذجاً لابد أن نحتذيه حتى نبنى وطناً جديداً.

الذى كتب ذلك كان صحفياً لامعاً، أقصد أباظة، كان نقيباً للصحفيين من عام 1945 حتى عام 1952، وكان عضواً بارزاً بالحزب الوطنى الذى أسسه مصطفى كامل.. فكيف يكون لديه كل هذا الانحياز لأنظمة حكم مستبدة جرت العالم إلى الخراب، مثل هتلر أو موسولينى، وأتاتورك مثلهم حكم الجمهورية التركية منذ إعلانها فى عام 1924 بالحديد والنار. وكل ما فعله هو قشرة تحديث كاذبة، وانظر إلى حال تركيا الآن لتتأكد، فهل يمكن أن يتطور ويزدهر مجتمع بالقمع والاستبداد؟
فهل انحياز أباظة للنماذج الفاشية يعنى أن قطاعاً كبيراً من النخبة السياسية والثقافية المصرية، فى ذلك الوقت لم تكن مؤمنة بالتطور الديمقراطى؟
هل كانت تنتظر على أحر من الجمر المخلص ذا الطابع العسكرى؟
هل هيأت المناخ لاستقبال انقلاب 1952 العسكرى؟
الإجابة فى الغالب، بنعم.

فلا شىء يأتى من فراغ، أو يستمر بلا أسباب.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة