لا أعرف متى يأتى الوقت الذى تنتهى فيه خرافات التنصير والأسلمة؟
لكن لماذا هى خرافات؟
بصراحة لأنها تستنزف قلب وعقل البلد فى حروب خيالية.. فالأصل هو حرية الاعتقاد.. أى أن يؤمن الإنسان بما يشاء من ديانات سماوية وغير سماوية. بل وحقه أن يكون حتى لا دينى، أى ملحد.. فهذا جوهر الحريات التى كفلها الإسلام "من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر".. وهو جوهر الحريات التى كفلها الدستور وكفلتها المواثيق الدولية لحقوق الإنسان ووقعت عليها مصر، بالإضافة لكل ذلك فهى حقوق إنسانية استقرت عليها البشرية بعد حروب دامية عرقية ودينية.
لماذا استقرت عليها؟
لأن البشرية وجدت أنها الطريقة الوحيدة لحياة طبيعية، أى أن تتعايش كل الثقافات والأديان والأفكار معاً، فمن المستحيل قمع فكرة أو مذهب.. ومن المستحيل القضاء على أى دين، ثم إن هذه هى الطريقة الوحيدة لأن يعيش مواطنون مختلفون بالضرورة فى وطن واحد، وإلا فالبديل هو أن تخوض كل طائفة صراعا دمويا لفرض ديانتها أو فكرها على غيرها، وبعد أن تفعل ستشتعل حروبا أخرى بين المذاهب وهكذا.
ثم إن الله جل علاه خلق البشر مختلفين.. ولو أراد غير ذلك لفعل، أى تكون هناك ديانة واحدة ولغة واحدة وطباع واحدة لكل الناس.
ولكل ذلك، فالتنصير والأسلمة خرافات، لأن الأصل هو أن يدعو كل إنسان الآخرين لما يؤمن به، سواء كان إسلام أو مسيحية أو أى معتقد دينى أو سياسى، فهذا أمر طبيعى، وهو حق من حقوق الإنسان، حقه فى حرية الرأى والتعبير.. والمحظور هو استخدام العنف والإساءة لأفكار وديانات الآخرين.
أما الكلام حول منظمات وإغراءات للأسلمة أو التنصير.. فلا يمكننا التعامل معه بجدية، فهو كلام مرسل حتى الآن.. ثم لو افترضنا أن هناك إغراء لأى مواطن لكى يغير دينه أو مذهبه وقبل هو ذلك.. فهذا حقه فى أن يختار ما يشاء.
لو استقرت فى وجداننا هذه الحقوق الإنسانية البسيطة.. لتوقف نزيف القلوب والعقول.. وأمكننا التفرغ لنهضة وتقدم تستحقهما بلدنا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة