على طريقة «اقرا الحادثة»، تتم معالجة أزمة اكتشاف تدخين شباب فريق كرة اليد بالأهلى لمخدر "الحشيش"، فبين إدارة بحجم الإدارة الأهلاوية، أرادت كشف أبطال الواقعة لضمان وصفها بالشفافية، وأن المؤسسة الحمراء ليس لديها ما تخجل منه، وبين جهاز فنى يقوده مدرب مواطن كفء، هو محمد عبدالمعطى، حاول أن يُعمل العلم فى مراقبة لاعبيه باستخدام التحاليل الطبية، لضبط المتورطين فى سوء السلوك، وصولا لإعلام تناول القضية من الجانب الخبرى فقط، ولم يتعاط الموضوع من جوانبه التربوية، وانتهاء بأولياء أمور رفضوا فضح أولادهم علنا، واعتمدوا الهروب من مواجهة الأمر منهجا للدفاع عن أبنائهم، تاهت كل المعانى، وغابت فرص الانتفاع من بحث واقع موجود فى الأندية والأزقة وكل شوارع المحروسة الفقيرة منها والثرية.
قضية المخدرات وانتشارها بين الشباب ليست جديدة، وإن كان اكتشاف تعاطى الرياضيين للمخدرات هو منعطف خطير.
الخطير هو غياب طريقة المواجهة، لأن قضية لاعبى الأهلى تأتى كجرس إنذار، ربما يكون أخيرا وخطيرا فيما يعرف بمحاولات القضاء على أمة بالمخدرات، وهو واقع نعيشه للأسف دون حراك، اللهم إلا تكثيف القبض على كام «بلية»، من صبية المعلمين الكبار فى سوق المخدرات، الاسرة المصرية لم يعد لديها القدرة على المواجهة وحدها لأسباب اقتصادية رزقية، تلهى مسئولها الأول عن التواصل مع قضايا أولاده ،هذا فى قطاع الطبقة الوسطى الذى يبغى عدونا نسفها، أما فى الطبقة العليا الغنية أو الثرية، فالانشغال بأرقام الحسابات والصفقات هو اللهو الكامل عن الأسرة، مع تعويض الأبناء بالفلوس.
والله العظيم ده مش كلام كبير ولا يحزنون الموضوع خطير، وكل متابع للواقع المصرى يستطيع أن يلمح أدوات المخدرات فى كل مكان، وصبيان المعلمين أيضا، وأستطيع أن أقول وأقسم وأجزم، أن المخدرات المدعومة هدية العدو لمصر، أصبحت أسهل بكثير من وجبة «دليفرى» فى المهندسين ومصر الجديدة والمعادى، أو عربة فول فى مناطق المحروسة الشعبية.. فهل يتحرك أحد؟!
وهل مستقبل هذا البلد، يتلخص فى حملات أمنية، وافتتاح مراكز لعلاج الإدمان، وكأن هذه المراكز هى حق مدعوم يجب أن يصل لمستحقيه، وأخشى أن أقرأ غدا لمسئول يصرح بأن عام 2008 لن يغادرنا إلا وفى كل حارة أو زقاق مركز لعلاج الإدمان.