لكل شخصية سياسية شفرة، وشفرة المستشار عدلى حسين محافظ القليوبية مسقط رأسى ومحل إقامتى هى الجمع بين عمله فى المواقع المتقدمة فى قيادة الدولة، وبين القدرة على انتقاد السياسة العامة دون خوف على المنصب، أو من التبعات الأخرى المترتبة على ذلك.
عدلى حسين يظهر دائما كبطل لقصة يكون فيها عكس ما تطرحه بعض الأجهزة الحكومية وبعض المسئولين، ويتوافق فيها مع الموجة الصحيحة للرأى العام، وقضية القمح الفاسد الذى تم اكتشافه مؤخرا بعد أن أكلناه خبزا كان بطلها بامتياز من زاوية الحديث فيها بصراحة واضحة، وتحميله المسئولية للأجهزة المعنية التى كان يجب عليها ألا تسمح بحدوث مثل هذه الجريمة.
منذ سنوات وعلى نفس النهج التمس العذر علانية للذين خرجوا من أبناء محافظته فى قرية ميت حلفا لقطع طريق مصر اسكندرية الزراعى احتجاجاً على الإهمال الحكومى والذى أدى إلى تعدد أحداث الوفاة نتيجة عدم إنشاء كوبرى مشاة ينقذ أهالى القرية من الموت المفاجئ.
صراحة عدلى حسين الأنيق فى ملبسه وفى مجلسه كما لمست ذلك فى لقائى المطول معه منذ أيام، نهج يتبعه منذ بدء عمله كمحافظ للمنوفية، ومن بعدها محافظا للقليوبية، ولا ننسى له مواقفه الشهيرة ضد نفوذ كمال الشاذلى فى محافظة المنوفية، ومعركة تكسير العظام مع سمير رجب أيام رئاسته لتحرير جريدة الجمهورية، وقت أن كان رؤساء التحرير يملكون نفوذا هائلا يتخطى حدود اختصاصهم، ولا ننسى أيضا انتقاده العلنى أمام السفيرة الأمريكية سياسة بلادها فى التدخل فى الشئون الداخلية لمصر.
هو كاريزما من نوع خاص، تعرف الشعرة التى تفصل بين مصالح الناس وبين السياسة الحكومية التى تعمل ضدها أحيانا، ولأنه يمشى على هذا الصراط بوعى لافت تعرف أنه محافظ بالمعنى السياسى والتنفيذى فى آن واحد، هو يتعجب من أن الحكومات المتعاقبة لم تستطع حل مشكلة رغيف العيش، ويؤمن كما قال لى بأن الدولة لابد أن يكون لها ملكية تعطيها قوة لحماية الشعب، وإحداث عدالة اجتماعية من خلال المشروعات المملوكة لها وبالتوازن مع القطاع الخاص، ولأجل كل ذلك يبقى تواجده ضروريا لإحداث التوازن بين خطايا السياسة ومصلحة الجماهير.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة