لم يكن غريباً أن تنال مدينة الأقصر إعجاب وفد الفيفا برئاسة چاك وارنر عقب تجولهم فى المعابد الفرعونية وبين الآثار المصرية القديمة، لدرجة أن أغلب أعضاء الوفد الدولى ظلوا فى حالة تخيل لفقرات حفل قرعة كأس العالم للشباب المقرر أن تحتضنها مصر فى سبتمبر 2009، وكيف ستكون خلفية المسرح المبهرة سواء فى الكرنك أو الدير البحرى أو أى مكان. إنما الغريب أن المسئولين المحليين فى مدينة الأقصر كانوا يقللون من وقع الإبهار على الضيوف بأن العالم كله يعرف الأقصر!.
طبيعى أن يعرف العالم جغرافياً الأقصر وباقى المناطق الأثرية فى المحروسة، حيث تحتضن الأقصر وحدها أكثر من ثلث آثار العالم القديم، لكن ألا يدرك هؤلاء الموظفون البيروقراطيون أن كرة القدم ستجعل مدينتهم تحت المجهر الإعلامى أمام قرابة 3 مليارات مشاهد وما يمكن أن تقدمه المدينة من شكل جديد يساهم فى الإقبال السياحى على مصر التى تنطلق فيها زغاريد المسئولين عندما يصل عدد الليالى السياحية إلى 9 ملايين ليلة، وهو رقم جد هزيل مقارنة بأرقام بلاد أخرى، ففى تونس احتفلوا منذ 4 سنوات بأن عدد السياح الذين يزورون بلادهم وصل إلى سائح وربع مقابل كل مواطن تونسى!.
تونس نموذج كاف، لأننا لو تحدثنا عن إسبانيا وقلنا إنها تستعد للاحتفال بـ 60 مليون ليلة سياحية سنقف مذهولين.كنت أتمنى أن يفخر المسئولون، بتوع المجلس المحلى، بالحدث وأن يقدموا نموذجاً لما ستقدمه الأقصر بلدهم، بدلاً من حالة الخوف والفزع خشية أى لخبطة واردة فى استقبال ضيوف قرعة كأس العالم، وما يعنيه ذلك فى خيال الموظفين فى الأقصر من عقوبات إدارية من رؤسائهم.
كنت أتمنى أيضاً أن يعمل الجميع لمعاونة اللجنة المنظمة للمونديال التى تسابق الزمن لتقدم مصر فى أبهى صورة، بدلاً من الجلوس والاستعداد لاستقبال الضيوف بأغنية الأقصر بلدنا بلد سياح، للمطرب الجميل محمد العزبى، كما كنت أتمنى أن تستضيف الأقصر مجموعة كاملة وليس حفل القرعة فقط، لأن ملعب خلفيته الكرنك وحوله طريق الكباش وبجانبه معبد الأقصر، كان كفيلا باختصار آلاف السنوات الضوئية بيننا وبين منافسينا السياحيين، بالإضافة لتوفير ملايين الدولارات - دون جدوى عظمى - لصرفها على الإعلانات فى القنوات العالمية، لأن كرة القدم المجنونة، كفيلة بكل هذا، فهل سيعرفون جيداً قيمة الأقصر بلدنا وبلدهم وبلد الدنيا كلها؟!.