هناك دين فى رقبتى لاثنين: مصطفى أمين رحمه الله، وخالد صلاح رئيس تحرير اليوم السابع! قد يسألنى سائل: "وإيه اللى جمع الشامى على المغربى"؟
أما ما جمع فهو كثير، ولكنى أتحدث هنا عن دين يتعلق بكتابى "كنوز صحفية" الذى صدر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، ويتضمن لأول مرة أصول محاضر اجتماعات الجمعة الشهيرة للراحلين الكبيرين مصطفى وعلى أمين، هذا الاجتماع الأشهر والأهم فى تاريخ الصحافة المصرية، والذى فيه تعلم وتشرَّب رموز الصحافة المصرية فى نصف القرن الأخير، أصول ومبادئ الصحافة.
هذه الاجتماعات تمثل كنزا احتفظت به لنفسى سنوات، كنوع من الأنانية، فقد كان لى الشرف أن أكون تلميذاً لمصطفى أمين رغم صغر سنى مقارنة بالعمالقة الذين تتلمذوا على يديه عندما كان رئيساً لتحرير الأخبار وأخبار اليوم قبل وبعد تأميمهما، ولكنى قررت أن أتخلى عن هذه الأنانية وخرجت بهذا الكنز مجمعاً بين دفتى كتاب، لكى يكون متاحاً لكل من يريد أن يكون صحفياً "بجد" وليس صحفياً بالهبش أو بالصدفة، مجموعة من المبادئ التى لازالت صالحة حتى يومنا هذا للتطبيق فى أية جريدة تريد النجاح، وأن يكون لها رصيد وصدى عند القارئ على اعتبار أنها معبرة عن أحلامه وآماله.
وهنا يأتى رد الجميل لصاحبه، وهو الزميل الصديق خالد صلاح الذى أهديته الكتاب، ووجد أنه وقع بالفعل على كنز يتمثل فى المبادىء والقيم التى كان مصطفى أمين يزرعها فى تلاميذه، وعندما شرع فى تأسيس الهيكل التحريرى لليوم السابع قرر أن يكون دستورها الصحفى، استناداً لما نشر فى الكتاب، كانت سعادتى بالطبع مردودها أن هناك من يريد أن يعيد الروح للصحافة المصرية استناداً إلى قيم ومبادئ صاحبة الجلالة.
ما أسهل أن تنشئ جريدة على أشلاء الآخرين، وبترديد الإشاعات، والقيل والقال، ولكن من الصعب أن تصنع مطبوعة يجد فيها القارىء صدى لهمومه، ومشاكله، ويرى أنها وكيلة عنه فى المطالبة بحقوقه، والأهم أنها تضىء له الطريق، من أجل غد أفضل، ولا تكون مجرد أداة لترديد ما تقوله الثكالى فى أعقاب المصائب، هذا النهج يسعى لتحقيقه اليوم السابع حسب قراءتى لما صدر منها من أعداد حتى الآن.
ورغم ذلك، ورغم أن "خالد" مع حفظ الألقاب، تولى الترويج للكتاب وإقراره على شباب الصحفيين فى الجريدة، لم تكن لسعادتى أى مردود مادى كما لمح، لأنى لست الناشر، وكل ما حصلت عليه هو عائد أدبى، وأنا عن طيب خاطر أقتسم هذا العائد معه. شكراً مصطفى أمين، ورحمة الله عليك.
شكراً خالد صلاح.
كده خالصين؟!
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة