أكرم القصاص - علا الشافعي

محمد صلاح العزب

«الظابط والمظبوط»

الجمعة، 05 ديسمبر 2008 05:32 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى أسبوع واحد مات خمسة مواطنين على أيدى خمسة ضباط شرطة، ربما فى حملة جديدة تنظمها الداخلية تحت شعار: «ليس فى الأقسام وحدها تُزهق أرواح المواطنين».

فى الحملة السابقة المعروفة بـ: «المواطن جوه القسم مالوش دية»، كان التعذيب والقتل مقتصرا على زنازين وحجرات وطرقات الأقسام فقط، لكن بعد النجاح الساحق الذى حققته الحملة على أيدى ضباط وأمناء وعساكر ومخبرين بواسل، قررت الوزارة توسيع دائرة نشاطها والنزول إلى الشارع.

4 منهم فى كامل قواهم العقلية، استلوا مسدساتهم فى مشاهد هوليودية صرفة، وأطلقوا النار على الأعداء، الأول أطلق النار على سائق تاكسى، والثانى على صاحب ملاكى، والثالث على لاعب كرة يد سابق، والرابع على مواطن نوبى داخل منزله، وخامسهم كان «عامل دماغ»، وفرم جثة عامل تحت عجلات سيارته أمام حديقة الأزهر، ثم نزل من السيارة، وظل يضرب فى الجثة المفرومة بقدميه.

السلاح الميرى ميرى، ملك لمصر، وموجه ضد أعداء مصر، سواء الداخليين أو الخارجيين، السلاح الميرى ليس «مسدس ميّه»، ولا لعبة فى جنب «ظبوط» صغير، وقتل الضباط للمواطنين علامة خطيرة على انهيار الداخلية من الداخل، وعدد 5 فى أسبوع وفى مناطق وظروف مختلفة يدل على تحولها إلى ظاهرة، القتل انهيار نفسى وصل إلى نهايته، والضابط القاتل مريض ومعذور «لكن من الناحية التانية»، حيث وصلت أفكاره وتصوراته الإجرامية إلى آخرها.

الضابط القاتل يقتل نفسه، يتجرد من «الظبوطية» تماما وهو يقتل، يتحول إلى مواطن مجرم، مجرم برتبة رائد، ملازم، مقدم، المجرمون أيضا رتب ومراتب، ويا بخت من بات مظلوم ولا باتش ظابط. النصيحة الآن، لا تقد تاكسيا، ولا تشتر سيارة ملاكى، ولا تلعب كرة يد، ولا تكن نوبيا، ولا تذهب للنزهة فى «الأزهر بارك»، الحملة بدأت، وإذا لمحت ضابط شرطة يضع يده خلف ظهره مستلا سلاحه الميرى، ارفع يدك إلى أعلى، فربما يكتفى بأخذك أسيرا، ويمكننا فى هذه الحالة أن نستردك بعد أول اتفاقية توقعها الدولة لتبادل الأسرى مع وزارة الداخلية.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة