فى كل عيد للأقباط أحث أبنائى زياد وفيروز على تقديم التهنئة لزملائهما المسيحيين فى مدرستهما، وأنتهز الفرصة كلما أمكن للتحدث معهما بشأن أخوة الوطن بين المسلمين والمسيحيين، وأن الدين لله والوطن للجميع.
يستمعان لأحاديثى مرة باهتمام، وأخرى كأننى أحدثهما عن شأن يدور فى كوكب آخر، وأسألهما عما إذا كان يوجد فى مدرستهما ما يعزز آرائى لهما فلا أسمع إجابة تشبعنى، ويزداد غيظى لأنى أعرف من تسلسل سنواتهما الدراسية أنه فى البدء، كان معهما ومنذ سنوات الحضانة أطفال مسيحين، كنت أسمع أسماءهم من حكاياتهم التلقائية عن لهو وألعاب الطفولة فى المدرسة.
اختفى كل ذلك تدريجيا، وأسأل دائما من صنع هذا السياج الذى يتسرب إلى نفوس صغارنا؟ ومن سيحصد مرارته حين يكبرون؟ وهل هناك من يروى لهما أن زملاءهما المسيحيين فى المدرسة يجب الابتعاد عنهم؟، وفى المقابل هل هناك من يسمم وعى التلاميذ المسيحيين بأن زملاءهم المسلمين شر يجب التخلص منه؟.
حدثنى ابن شقيقى شادى تلميذ الابتدائى عن قصة يرويها بطفولية لافتة، لكنها استوقفتنى كثيرا، عن حصة الدين الإسلامى فى فصله الدراسى، بحضور التلاميذ المسيحيين الذين كانوا يجلسون فى المقاعد الخلفية، وتسلل تذمرهم وضيقهم إلى مسامع زملائهم المسلمين، وعبروا عن ذلك بألفاظ خارجة، وانتهت الحصة، وانتهى الموسم الدراسى، لكن الفريقين كانا يضمران لبعضهما، وبدلا من سلام الوداع كان شجار تصفية الحساب.
لا يعرف هؤلاء الصغار أن كتاب قريتنا كنا ومعنا زملاؤنا المسيحيون، نحفظ فيه القرآن الكريم على يد شيخنا الجليل الراحل محمد أبوحسين، ولو عرفوا ذالك ربما ستكون نكتة عندهم.
أجدنى مدفوعا بتشخيص ما أقوله بالأسماء، أملا فى مساحة صدق أعمق،لكن ونحن على مشارف عيد الأضحى عيد كل المسلمين، نفاجأ بمن يطرح علينا ملفا آخر ينمى انكفاء أطفالنا، ويضيف إليهم فتنة من نوع آخر، سنحصد مخاطرها فيما بعد، وذلك بالتغول فى رفض فتوى أن أهل غزة المحاصرين يستحقون توجيه الأضحية إليهم، بدعوى أن ما تحتاجه الدويقة يحرم على غزة، وتلك مقارنة مفتعلة، تحرمنا من أخذ أيسر مافى ديننا العظيم، فمن يريد أن يضحى فى الدويقة أوغزة فليفعل، كلاهما أضعف الإيمان فى مناصرة المظلومين.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة