انتابنى شعور الغيظ والسخط وأنا أتابع تعليقات مشاهدى مسلسل "مهزلة هروب الحضرى"، فبينما أعلنت الغالبية عن سخافة وتفاهة هذا المسلسل الذى يرسخ قاعدة اجتماعية خطيرة تتمثل فى الخداع ونكران الجميل وخنس الوعود والاتفاقيات، رأت القلة "الحنجورية" أن هذا المسلسل يتمتع بحبكة درامية رائعة، وتعاطفت مع "البطل"، وانبهرت بقدرته على الهروب والتخفى وقلب الحقائق من النقيض إلى النقيض.
ولم يتوقف الأمر عند حد انبهار الحنجوريين بقدرات الحضرى فى الخداع، وإنما انبروا فى ابتكار نوع جديد من أوراق "السوليفان" المفتخر لتغليف هذا الهروب، لينطلى الأمر على ملايين الغلابة من هذا الشعب الطيب الذى انحصر مصدر سعادته فى كرة القدم فقط، ويصدقوا، فى أبشع عملية خداع بصرى، بأن هجرة الحضرى شرعية ولم يتخللها الباطل لا من اليمين أو اليسار ولا من الخلف أو الأمام، وتناسى هؤلاء الحناجرة أن إضفاء الشرعية على عملية هروب الكابتن عصام الحضرى، نجم نجوم الكرة المصرية، غير الشرعية من شأنها فتح باب جهنم علينا، ولن يقوى أحد على إغلاقه.
يتمثل هذا الباب فى زيادة قناعات الشباب الباحث عن فرصة عمل بالخارج فى المغامرة للهجرة عبر البحار والمحيطات، دون الاكتراث للتحذيرات من خطورة الإقدام على هذه الخطوة، خاصة أنهم ذاقوا الأمرين فى بلدهم بحثاً عن أى فرصة عمل دون جدوى، لذا لن يستطيع أى كائن إن كان أن يوجه لهم اللوم، خاصة أن النجم، الذى وصلت ثروته 12 مليون جنيه جمعها فى ثلاث سنوات فقط علاوة على الشهرة الطاغية التى يتمتع بها، لم يقنع وقرر الهروب بطريقة غير شرعية، فما البال بشاب محبط لايجد مصروف، جيبه، وبالتالى ستزداد حركة النعوش الطائرة القادمة إلى مختلف مطارات المحروسة.
والحقيقة أن تأييد هؤلاء الحناجرة لعملية هروب الحضرى لهو ـ من وجهة نظرى ـ أخطر مما فعله الحضرى ذاته، لأنهم دعاة غش وتدليس وإشاعة الفوضى ومحاولة خبيثة لفض بكارة أسوار الشرعية دون وازع دينى أو أخلاقى.
ورغم عودة الحضرى، فإنه لن يغفر له ما ارتكبه من جريمة فى حق نفسه وناديه وجمهوره الذى أحبه بصدق بعيداً عن حب المزايدة ودس السموم فى شرايين القلوب التى تحمل مثل هذا الحب البغيض.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة