ارتفاع فى الأسعار، زحام فى المرور، ندرة فى الدواء، تردى فى العلاج . المواطن ينظر حوله وخلفه، مشغول البال، يبحث عن مخرج بلا طائل. هناك أيد خفية تحرص على أن يظل المواطن معلقاً فى ساقية، تمنعه من التفكير خارج الصندوق الضيق، إذا نجا من الزحام وقع فى الأسعار، وإذا تكيف مع الأسعار وجد نفسه فى فخ مصروفات العلاج.
خوف من الشارع ومن المستقبل. أمران يشترك فيهما سكان الطبقة الوسطى جميعاً بفئاتها العليا والدنيا والمتوسطة.. لا توجد حالة استقرار تمنح المواطن حياته الطبيعية. وكأن هناك ما يشبه إدارة التنغيص على المواطنين، تتحالف فيها أجهزة تحرص على جعل المواطن مشبوكاً فى دائرة مغلقة.، دون أى فسحة للراحة. أو التفكير بعيداً عن حزمة من المشكلات، الزحام والحاجة والأسعار، والعلاج والتعليم، والملبس والمأكل والمشرب تحكم الدائرة.
الزحام مثلاً يستمر فى القاهرة والجيزة انتقلت عدواه للمحافظات، فأصبحت القرى والمدن الإقليمية مزدحمة بسكانها وطرقاتها وأرصفتها، زحام مصطنع لأن الأجهزة عندما تريد إخلاء الشوارع من أجل مرور الرئيس أو رئيس الوزراء تفعل ذلك بسهولة ويسرو تكاد السيارات تختفى ويمر المسئول بسهولة وكأن الأرض انشقت وابتعلتهم، صحيح أن هذا ينعكس جحيماً على مسيرة المواطنين الذين يجدون أنفسهم سجناء موكب الرئيس أو رئيس الوزراء. ناهيك عن أن بعض أنصاف المسئولين الذين ابتكروا لأنفسهم سيارات وحراسات تفتح لهم الطرقات، ويأخذ كل منهم ما يستطيع من سلطة الدولة.الفكرة نفسها تكشف إمكانية فتح الطرقات.
التفاصيل اليومية تبدو متعمدة لتنغيص حياة المواطنين وتجعلها مزدحمة طوال الوقت، فالمواطن مشغول بمواجهة ارتفاع الأسعار، وتوفير الحد الأدنى من مصروفات الطعام والشراب، أما التعليم فله أيضاً منغصاته، بدءاً من توفير المصروفات المدرسية والجامعية إلى توفير الكتب الخارجية، والدروس الخصوصية، وإذا استقر التلاميذ عند منهج معين سرعان ما يتغير، أو يتم إلغاء السنة السادسة الابتدائية، ثم إعادتها، ولا تنسى اللغز الأكبر الثانوية العامة. إذا نجوت من التعليم لن تنجو من مشكلات الصحة والعلاج. ،و لن يفلت منها المواطن شرقاً أو غرباً ، نهارًا أو ليلاً. بلا أى فرصة للخروج. مع تحيات إدارة عموم التنغيص.