سعيد شعيب

الانتصار على أحمد عز

الجمعة، 04 يوليو 2008 12:01 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
"تجميل"..أدهشنى أن يكون هذا وصف الكثير من الزملاء لما قاله أحمد عز فى وسائل الإعلام، فهل كان المطلوب من الرجل أن يخرج على الناس، بعد كل هذا الصمت الغامض، لكى يقول "أنا محتكر.. أنا فاسد.. أنا من شلة جمال مبارك"، فالطبيعى والبديهى أن يدافع عن نفسه، والطبيعى والبديهى أن نشتبك ونناقش ما قاله.

ثم إن الكثير من زملائنا تناسوا الانتصار الأكبر، وهو أن ضغط الرأى العام أجبر من هو بقوة ونفوذ عز، على أن يجد نفسه مضطرا للدفاع عن نفسه، وهو ما يعنى أن هناك قوة جديدة، أقصد قوة الرأى العام، يمكن أن تلعب دورا مهما فى صناعة القرار فى بلدنا، وهذا أمر نحتاج لأن نتمسك به ونطوره وندافع عنه.

لقد كانت الشكوى الدائمة لوسائل الإعلام على امتداد سنوات وسنوات، هو أن المسئولين يتجاهلونها، سلبا أو حتى إيجابا. وهو ما كان يعطى الصحفيين شعورا عميقا بالمرارة، فهم يحرثون فى البحر. ولكن الزمن تغير، وبعد اتساع نفوذ الصحافة وغيرها من الوسائط الحديثة، مثل الفضائيات والفضاء الإلكترونى، تجد وزارة مثل الداخلية تهتم اهتماما كبيرا بالرد، وتجد مسئولين كبار فى الحزب الحاكم، منهم جمال مبارك، مشغولين بأن تكون له مساحات إعلامية يشرح فيها آراءه وأفكاره.

تطوير الأمر يستلزم فى رأيى الانتقال من خانة الجمل الفضفاضة، والتعبيرات المكررة والاتهامات السهلة والجاهزة، إلى خانة التفاعل بالرأى المبنى على المعلومات مع المسئولين. فعلى سبيل المثال كان أحمد عز سواءً فى برنامج العاشرة مساء أو فى ندوة جريدة المصرى اليوم جاهزا بالمعلومات المضادة لما ينشر عنه، ورغم الجهد الذى بذله الزملاء، لم تكن هناك بالمقابل معلومات تتناقض أو تكشف أو حتى تضعف ما قاله عز. فعلى سبيل المثال عندما قيل له إن الطبقة الوسطى تتآكل، رد بأرقام حول عدد السيارات الجديدة التى تم بيعها، وعدد السلع المعمرة وعدد الذين التحقوا بالمدارس الخاصة. ولم يكن هناك بالمقابل معلومات عن شرائح الطبقة الوسطى التى سقطت فى هاوية الفقر.

ربما الحسنة الوحيدة فى هذا الصراع بين عز ومعظم وسائل الإعلام، هو إقراره بالحاجة إلى قانون يضبط العلاقة بين المال والسياسة، وهذا اعتراف خطير بوجود أزمة، إذا لم تؤد إلى فساد، فهى تثير شبهات. ودورنا، أقصد الإعلام، ليس لعن أحمد عز ومن يشبهونه فى الموقع والنفوذ، ولكن الدفع والضغط من أجل قانون صارم وحازم وشفاف.. فهذه قضية عادلة، لكنها تحتاج إلى نقاش عام واسع، لكى نضع تصورا له، نستطيع الدفاع عنه وإجبار النظام على قبوله، أو على الأقل قبول الحد الأدنى منه.. وهذا فى بلدنا مكسب كبير.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة