بالفعل كل التيارات السياسية فى البلد، بما فيها السلطة الحاكمة، لها طبيعة أقرب إلى السلفية والاستبداد، ولأنها كذلك، فهى غير منتبهة، أو فى الغالب منتبهة، لأنها بذلك تهدم الدولة المصرية.
هل هذا حكم ظالم .. بل هو حكم عادل جداً وإليكم الأدلة.
جماعة الإخوان مرجعيتها 1400 عام، وهى فترة دولة الرسول (ص) الاستثنائية فى التاريخ الإنسانى، ورغم أن أحدا منهم ليس نائبا للرسول الكريم، وليس فيهم من هو قريب من الصحابة، فإنهم يحاربون من أجل تأسيس دولة دينية أقرب لنموذج حكم الملالى فى إيران.
وهذا معناه تدمير بذور الدولة المدنية المصرية الحديثة وحكم البلد بالحديد والنار..فهم ممثلون لله عز وجل، والمتحدثون الوحيدون باسم الإسلام، فمن يجرؤ على الاختلاف معهم؟
الشيوعيون يريدون الاستيلاء على السلطة، لتغيير طبيعة الدولة، وإعادة تفصيلها على نماذج الدول الشيوعية السابقة التى سقطت، وهو ديكتاتورية البروليتاريا، أى ديكتاتورية الطبقة العاملة، وبالطبع هم ممثلوها، ويحكمون البلد بالحديد والنار.. ومن يعارضهم سيكون خائنا للشعب وعميلا للإمبريالية.
ومثلهم قطاعات واسعة من اليسار، بل ومثلهم حزب الوفد ذاته، قلعة الليبرالية، فكلهم يريدون أخذ البلد كلها على بعضها لهدمها وإعادة بنائها من جديد. وهنا الكارثة الكبرى.. لماذا؟
لأنه ليس هناك اتفاق حاسم وجاد، على أن تكون الدولة ديمقراطية مدنية تحترم بشكل حاسم الحريات العامة والفردية، بل وتصونها وتدافع عنها، ولكنهم يريدون دولة لها أيديولوجية محددة، ويكون كل دور المؤسسات والشعب ذاته هو تنفيذ هذه السياسة المحددة.
ما يعزز هذا التصور هى الممارسات على أرض الواقع.. وإليكم بعض منها:
التغيير فى الأحزاب يقوم به عزرائيل، فكل رؤساء الأحزاب لم يتركوا مقاعدهم بشكل ديمقراطى لغيرهم، والاستثناء الوحيد هو الأستاذ خالد محيى الدين، الذى ترك رئاسة حزب التجمع بسبب كبر سنه.
ومن هنا كان طبيعيا وقوع الانشقاقات فى كل الأحزاب والتيارات. الكرامة انشقاق عن الناصرى والوسط انشقاق عن الإخوان والغد انشقاق عن الوفد.
ومن هنا، اعتقادى أن التغيير الديمقراطى فى مصر، ليس فقط بتغيير السلطة الحاكمة، بل وبتغيير هذه القوى أيضاً.
فكيف تطمئن على مصر، وهذه هى نوعية من يحكمونها، وهذه ممارسات من يعارضونهم؟
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة