محمد الجالى

اقطعوا ألسنتهم..

السبت، 23 أغسطس 2008 12:16 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
"المصريون أوساخ..حولوا الأهرامات إلى مزبلة"، أحد مانشيتات صحيفة الطريق فى عددها الصادر بتاريخ20 أغسطس الجارى، التفاصيل كما وردت فى الصفحة الثالثة عشر تقول إن الدكتور زاهى حواس الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، أدلى بتصريحات لصحيفة "سيتلباى" الأمريكية، كتبتها "كاترينا كراتو فيتش" التى رافقت حواس فى جولته بمنطقة الأهرامات الأثرية، وصف فيها المكان الذى يدخله المصريون بأنه كان مزبلة، لذا قرر بناء سور حول الأهرام ليمنع المصريين من رؤية آثار أجدادهم.

لم يكن حواس أول المسئولين الذين أهانوا المصريين عبر صحف ووسائل إعلام الغرب، فقد سبقه كبيرهم "أحمد نظيف" الذى قال لإحدى الصحف الأمريكية، فى مايو 2005" إن الشعب المصرى غير ناضج سياسيا، وإن عليه أن ينضج قبل إقامة نظام ديمقراطى كامل مثل ذلك الموجود فى الولايات المتحدة".

وزير الخارجية أحمد أبو الغيط قال عقب مقتل ثلاثة جنود مصريين على يد القوات الإسرائيلية عند الحدود الفلسطينية، إننا لا يمكن أن نخوض حربا ضد إسرائيل بسبب جنديين أوثلاثة!!

أبو الغيط ـ أيضاً ـ برر عدم تدخل الخارجية أثناء محاكمة السلطات الكويتية لطبيب مصرى اتهم فى قضية اغتصاب، بأن وزارته ليست وزارة للشئون الاجتماعية!
لم تتوقف إهانة المصريين عند حد المسئولين الرسميين، بل خرجت مدوية من زعيم أكبر الحركات السياسية ـ الدينية غير الرسمية، إنه المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين محمد مهدى عاكف، عندما قال فى حوار لصحيفة روزا اليوسف "طز فى مصر.. وأبو مصر..واللى فى مصر"!

من يحاسب هؤلاء ويرد الاعتبار إلى الشعب المصرى؟ إذا كان قانون الصحافة ـ المعدل حديثاـ يسمح بفرض عقوبة الحبس على كل من يهين الموظفين العموميين فى الصحف، فلماذا لا يطبق القانون ذاته على هؤلاء المسئولين، على اعتبار أن إهانة الشعب أكثر جرما من الخيانة العظمى؟!

الشعب المصرى هو "الحيطة الواطية" للمسئولين، ولهم الحق، فهم لم يأتوا إلى مكاتبهم المكيفة التى تشبه القصور عن طريقه، ولم يركبوا السيارات الفارهة ولا امتلكوا شاليهات الساحل الشمالى من خلال هذا الشعب(غير الناضج)ـ كما وصفه السيد رئيس الوزراء ـ، بل إن ما هم فيه ثمرة كفاحهم وجهدهم(!)

إن ولاء هؤلاء المسئولين لمن أمر بتعيينهم، لا للشعب الذى لم ينتخبهم ديمقراطياً، لذا فإن نظرة الاحتقار القائمة، ولدتها الأوضاع الداخلية المغلوطة التى تقوم على المحسوبية ومصالح الحزب الوطنى حتى فى تعيين الوزراء!

لن تفلح إذن مذكرات أبو الغيط شديدة اللهجة للسفارات الأوروبية، بهدف تغيير أسلوب التعامل غير الآدمى مع المصريين (أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم)!!

مسلسل إهانة المصريين لن ينتهى طالما ظل هؤلاء يتحدثون بألسنتنا ويقدمون أنفسهم أوصياء علينا، ولن تنتهى كذلك الإضرابات والاحتجاجات الجماهيرية طالما بقيت العلاقة بين الحكومة والشعب كعلاقة الأسياد بالعبيد.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة