أعلن الأخ أمين شئون الاتحاد الأفريقى باللجنة الشعبية العامة للاتصال الخارجى والتعاون الدولى، مبعوثاً شخصياً من الأخ القائد، بأنه اعتباراً من هذا اليوم سيتم وقف الحملات الإعلامية بين البلدين(يقصد ليبيا والسودان) والعمل على أن تعود العلاقات طبيعية وأخوية بين البلدين.
خبر مضحك .. أليس كذلك؟
قرأته فى موقع اللجنة الشعبية للاتصال الخارجى والتعاون الدولى، يعنى باختصار وبدون كل هذه "الدوشة" هى وزارة الخارجية الليبية.. وإذا بحثت على الإنترنت ستجد مثله على موقع وزارة الخارجية السودانية.
وكلا الخبرين يؤكدان أن هذه أنظمة حكم حان الوقت لأن تنقرض، أو للدقة كان يجب أن تنقرض منذ زمن بعيد وتدخل فى ذمة التاريخ . تلك الأنظمة التى لا تعترف أن وسائل الإعلام ليست أداة لإعلام الناس، ولكنها أداة لأنظمة حكم فاشية، أو فى الحقيقة لتحقيق الرغبات الشخصية لهذه النوعية من الرؤساء.
فالصحفيون فى وسائل الإعلام المختلفة (مرئية ومسموعة ومطبوعة وإلكترونية) مجرد خدم للسيد الرئيس، دورهم هو الإعلان وليس الإعلام عن أفكاره العظيمة وإنجازاته العبقرية، إنه الإعلام الذى لا يصدقه حتى صانعوه.
والفارق ضخم بين الإعلان والإعلام، فالأول يحتاج إلى مندوبى إعلانات وشركات إعلانية وهى مهنة محترمة، ولكن الصحافة تستند على حق الناس فى المعرفة، وممارسة حرياتهم فى التعبير. كما لها دور نقدى ورقابى على باقى مؤسسات الدولة. ولكن فى معظم بلادنا العربية لا توجد أصلا مؤسسات، ولكنها مجرد "برستيج"، دون دور حقيقى، وفى نهاية الأمر هى مؤسسات يملكها السيد الرئيس، أو جلالة الملك.
فالحقيقة هى ما يقوله وما يفعله الرئيس، ولا حقيقة غيرها، ولذلك اندهش الرئيس عمر البشير من أن العالم يعرف ما حدث فى دارفور، واندهش أكثر من اتهامات المحكمة الجنائية الدولية، وكل ما فعله هو جمع عدة آلاف من السودانيين، لكى يلقى فيهم خطبة عصماء، يعقبها برقصة، تنقلها وسائل إعلامه التى تردد أنها مؤامرة على السودان، أليس البشير هو السودان، أليست الجماهير هى جماهيره؟
ألم أقل لكم إنها أنظمة حكم حان الوقت لأن تدخل ذمة التاريخ.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة