سعيد شعيب

تطرف سينمائى

الخميس، 28 أغسطس 2008 12:19 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كنت متحمسا لرؤية فيلم "كباريه"، فقد احتفى به العديد من النقاد الأعزاء، لكنى خرجت منه بقلب منقبض، فهو يدعو فى رسالته الإجمالية إلى الاستبداد الدينى، حتى لو لم يقصد صُناعه.

صحيح أن هناك حرفية شديدة قدمها المخرج سامح عبد العزيز وأحمد عبد الله بذل جهداً كبيراً فى السيناريو، ناهيك عن باقى العناصر من تصوير وموسيقى وديكور وبالطبع التمثيل.. لكن ليس كل "صنايعى شاطر" قادراً على أن يقدم عملا فنيا رفيعا، أى عملا إنسانياً رفيعاً.

أولاً تيمة الكباريه استهلكتها السينما المصرية بذات الطريقة مئات المرات، وبإصرار عجيب وغير مفهوم. فالكباريه ليس مجرد مكان يشاهد فيه الناس الرقص ويمارسونه، ويأكلون ويشربون الخمور، ولكنه المكان الذى تحتشد فيه كل موبقات الدنيا. دعارة، عصابات، مخدرات وغيرها وغيرها. وهذا ما قدمه بالضبط صُناع هذا الفيلم دون زيادة أو نقصان، أى إعادة إنتاج الصورة النمطية الجاهزة التى قدمتها مئات الأفلام.

وحتى شخصيات الفيلم لا جديد فيها، فصاحب الكباريه لابد أن يكون قاسى القلب، وكل العاملين فى هذا المكان مضطرون. فتاة تمارس الدعارة حتى تنفق على أمها المريضة. وذاك يعمل كارها لأنه يحصل على راتب عال. ربما الشخصية الوحيدة الجديدة هى المطرب الشعبى التى أداها بعبقرية خالد الصاوى.

لكن كل ذلك يهون مقابل الرسالة الإجمالية التى يمكن استنتاجها من العمل، وهى أنه طالما الكباريه فيه كل الموبقات فلا حل سوى تفجيره على يد إرهابى متطرف. والناجى الوحيد من القتل هو "الجرسون" الذى ينجح إرهابى آخر فى إقناعه بترك العمل فى هذا المكان الفاجر الفاسد.

رسالة مرعبة، لأنها تفترض أن الحل الوحيد أمام مجتمعنا هو الحل الدينى على طريقة الإخوان والجماعات الدينية المتطرفة. فليس سبب الكوارث فى بلدنا، أن هناك قلة تشرب الخمور، ولكن فى غياب الحرية والعدل.

والحرية هى أن تتعايش كل الديانات والمعتقدات والأفكار متجاورة دون أن يعتدى أيا منها على حق الآخر فى الحياة. والعدل فى أن يصل المجتمع إلى طريقة إنسانية لتوزيع الثروة والسلطة على أبنائه. وهذا نضال ديمقراطى طويل سيفجره حتما متطرفون وإرهابيون مثل الموجودين فى فيلم "كباريه".








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة