يبدأ الإنسان يومه باحثاً عن الأمل .. متطلعاً إليه، بغض النظر عن احتمالات الحصول عليه.
وينتظر ـ الشخص ـ من الشاشة التى يحبها أو يفضلها، أن تمنحه الجرعة الأولى منه .
تساهم شاشة "دريم" فى الصباحات التليفزيونية العربية، ببرنامجها "صباح دريم"، والذى يبذل فريق إعداده جهداً كبيراً، ليخرج البرنامج فى صورته التى يبدو عليها، لكن تفاصيل بسيطة قد تشوش الصورة العامة فتجعلها غير مكتملة.
المذيعة المجتهدة "دينا عبد الرحمن" ينقصها "بهجة" تضيفها إلى مظهرها، كى تكون أكثر ملاءمة لبرنامج صباحى، كذلك عدم الاكتفاء بـ "look" وحيد، حتى لا يصاب المشاهد بالملل، يشبه الأمر مظهر المذيعات فى برنامج "صباح الخير يا عرب" ـ على شاشة mbc ـ أحدث البرامج الصباحية العربية، فبرغم كونه برنامجاً وليداً إلا أن حرص مذيعاته على ارتداء الألوان "الفاتحة" و"الملونة"، واضح للغاية، وكذا الحال فى برنامج "صباح العربية" فالشاشة فى الصباح من الصعب بمكان أن تكون "كلاسيكية " المظهر، من الأفضل لمن يقدم برنامج صباحى، أن يختار مظهراً بسيطاً ومبهجاً فى آن، دون أن يقلل ذلك من مستوى أناقته، أو يجور على ذوقه الخاص .
شىء آخر يتعلق بالبرنامج، هو نوعية الموضوعات المطروحة، فكما أن هناك مظهراً يناسب الصباح، فهناك أيضاً موضوعات تناسب الصباح، واختيار الموضوعات المتعلقة بالبرامج الصباحية، هو أمر يمكن بثقة أن نصفه بـ"السهل الممتنع"، كيف يمكن أن تقدم مادة مفيدة وجذابة دون أن تقع فى مأزق "التفاهة"، وأن تكون قادراً على جذب اهتمام المشاهد لينتظرك فى اليوم التالى ؟
وفى "صباح دريم" يتم اختيار الضيوف بعناية، لكن البرنامج لا ينجح دائماً فى النجاة من شرك برامج تليق بالمساء! وهو الوقت الذى يكون فيه المشاهد مستعداً لمناقشة مشكلاته التى عايشها طوال اليوم، لكنه بالتأكيد لا يحتاج لمن يذكره بها فى الصباح، ليبدأ يومه مكتئباً ومثقلاً بالهموم!
وبرغم ذلك، يمكن مناقشة قضايا جادة و"جافة"، ولكن فى إطار يمنحها حيوية، كما كان فى "بورصة دريم"، وهى الفقرة التى يقدمها المذيع "أحمد عبدون" ضمن "صباح دريم ". هذا الأسبوع ناقشت أحوال السوق العقارى المصرى، استطاعت الفقرة التحايل على طبيعة الموضوع، بصورة جعلته جذاباً للمشاهد العادى، حيث قدمت معلومات متدفقة شديدة المحلية وتناسب اللحظة، فالمحور الأساسى للفقرة كان احتمالات انخفاض أسعار العقارات فى مصر قريباً.
و"صباح دريم" يقدم موضوعات متعددة تليق ببداية اليوم، كالفقرات التى تستضيف خبراء فى علم النفس والتربية، لكنها وحدها ليست كافية، فيمكن مناقشة قضايا اجتماعية وعامة أقرب لمزاج المشاهد فى الصباح، مع زيادة فقرات مصورة خارج الاستوديو، لمنح حيوية أكثر للبرنامج الذى اقترب من تشكيل هوية خاصة به بعد سنة واحدة على بدايته.
تفاصيل بسيطة ستجعل البرنامج قادراً على أن يمنح المشاهد بالفعل "صباح دريم" .. كما الجملة الأثيرة لمذيعة البرنامج.