من حق فضيلة شيخ الأزهر دكتور محمد سيد طنطاوى أن يدافع عن نفسه، ضد ما يتصور أنه إساءة له. ناهيك عن أنه ليس منطقيا أن تستبيح الصحافة خلق الله. وأنا معه عندما انتقد نقابة الصحفيين فى أنها لم تتحرك عندما نشرت جريدة الفجر ما يعتقد فضيلته أنه إساءة له.. فالمشكلة أنهم لا يتحركون إلا بناء على شكوى، وهو ما.يفعله فضيلته، ومع ذلك أنا معه، فلابد من متابعة الصحف ومحاسبتها طبقاً لميثاق الشرف الصحفى.
ولكنى اختلف مع فضيلته فيما يلي:
1- لا افهم ما هى الأهانة فى أن يتم تصويره بزى مسيحى، فالمسيحية ديانة مثلها مثل الإسلام ورجالها لهم كامل الاحترام مثلهم مثل رجال الدين الإسلامى، وبالتالى ليست هناك أية اهانة فى الأمر. وإصرار فضيلته على أنها هذا الموقف، هو فى الحقيقة، حتى لو لم يكن يقصد، اهانة للديانة المسيحية، وتعطى انطباعاً خاطئاً، بل يمكن القول أنه طائفى، وهو ما لا يليق بفضيلته.
2- افهم أن يلجأ فضيلته للقضاء لكى يدافع عن نفسه فيما كتب عنه، ويتصور أنه إساءة له. ومن حقه أن يطالب بالتعويض الذى يراه مناسبا لحجم الإساءة التى يتصورها، ويحكم فى النهاية القضاء بما يراه عادلا.. وهذا أمر طبيعى حتى يفكر أى صحفى أو صاحب رأى ألف مرة قبل أن يسىء إلى أى مواطن.
3- ولكنى لا افهم هذا الإصرار العنيف من قبل فضيلته لحبس الزميلين عادل حمودة ومحمد الباز، ففى دعواه يستند إلى مواد حبس وليس التعويض فقط، وهذا نوع من التعنت فى غير محله، ليس لأن الصحفيين على رأسهم ريشه، ولكن لأن الحبس فى قضايا النشر، سواء كان المتهم صحفيا أو غير صحفى، ضد حرية الرأى والتعبير، وذلك أيا كانت وسيلة النشر، مطبوع، الكترونى، تليفزيونى، إذاعى، وحتى التعبير عن الرأى فى الشارع.
4- لا اعرف إلى متى سيظل فضيلته معاديا للصحافة ولحرية الرأى والتعبير، فقد طالب من قبل بجلد الصحفيين الذين ينشرون شائعات. وأظن أنه يحتاج لمراجعة نفسه، فالعداء ليس فى صالحه.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة