سعيد شعيب

انتهازية عاكف وأباظة

الإثنين، 29 سبتمبر 2008 10:55 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
إذا كانت زيارة مهدى عاكف رئيس جماعة الإخوان لحزب الوفد لم تستغرق 10 دقائق .. فما هدفها؟
زمن الزيارة يكفى بالكاد لتبادل السلامات والتصوير أمام كاميرات الصحف والمحطات التليفزيونية. ولذلك أظن أن هدف الإخوان رسالة للسلطة الحاكمة، نحن قادرون على بناء تحالفات مع الأحزاب "الكبيرة"، فمن الصعب حصارنا، سنكون أقوى مما نحن عليه، حتى بعد المحاكمات العسكرية والاعتقالات والتضييق الشديد علينا.

هذا منطقى أن يفعله الإخوان، ولكن ما أهداف حزب الوفد ورئيسه محمود أباظة، وكيف يمكن أن تكون هناك علاقة سياسية بين الليبراليين الذى يدافعون عن الدولة المدنية ومن يريدون هدمها؟
أعرف أن الإخوان يقولون، إنهم مع تداول السلطة والدولة المدنية بـ"مرجعية إسلامية"، ولكنهم لا يعترفون بحقوق الأقباط ولا حقوق المرأة. يريدون دولة دينية يكون فيها رجال الدين، رجالهم، فوق سلطة الشعب والدستور وكافة مؤسسات الدولة، ومن الصعب قبول أية رغبة فى دمجهم فى الحياة السياسية قبل أن يتحولوا من جماعة دينية إلى حزب سياسى ببرنامج سياسى يقبل بشكل حاسم الدولة المدنية.

فلماذا يفعل الوفد ذلك؟
إنها الانتهازية التى تؤكد أن الأحزاب فى بلدنا ضعيفة، برامجها مجرد ديكور خطابى، ولذلك باع فؤاد سراج الدين مبادئ الوفد القديم وتحالف مع الجماعة برئاسة عمر التلمسانى فى الانتخابات البرلمانية فى عام 1984، ومن بعده فعلها حزب العمل الاشتراكى، والذى أصبح حزبا يدعو أيضا إلى الدولة الدينية. وفى عام 2005 تحالفت حركة كفاية والاشتراكيون الثوريون، وهم جماعة ماركسية، بما سمى وقتها بـ"التحالف الوطنى من أجل الإصلاح والتغيير".

ومثل محمود أباظة استقبل حزب التجمع وفدا من جماعة "عاكف"، رغم أن مواقف الحزب المعلنة على لسان رئيسه رفعت السعيد وحسين عبد الرازق عضو المكتب السياسى، أنهم ضد الدولة الدينية التى يدعو لها الإخوان.

بماذا تفسر هذا التناقض؟
إنها انتهازية الضعفاء الذين يتصورون أن الإخوان قوة كبرى .. الضعفاء الذين يريدون إغاظة السلطة الحاكمة، فيهدمون المعبد .. يهدمون الدولة المدنية ويعطون البلد للإخوان.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة