لست مع المبالغة فى الحديث عن خطورة المد الشيعى على مصر، من على أرضية أنه مذهب دينى من حق أصحابه أن يمارسوا شعائرهم كما يشاءون، بل ومن حقهم نشر أفكارهم على الناس، بشرط ألا تكون سبا وقذفا لأفكار ومعتقدات الآخرين، فهذه حقوق بديهية كفلها الدستور والقانون والمواثيق الدولية.
وبالتالى فالتعامل الأمنى من سجن واعتقالات أو محاولات الاستتابة من البعض أو التكفير، هى انتهاك لحقوق مواطنين مصريين، لهم الحق الكامل فى أن يعيشوا داخل وطنهم بحرية ويمارسوا شعائرهم كما يشاءون فى إطار القانون والدستور، بل ومن حقهم أيضا ألا يتم سب معتقداتهم وإهانتهم. فمصر ليست بلد السنة وحدهم أو المسيحيين وحدهم ولا حتى البهائيين فقط، ولكنها وطن كل من يعيشون على أرضها أيا كانت ديانتهم أو معتقداتهم الفكرية والسياسية.
لكن فى ذات الوقت هناك خطورة فى أمرين، الأول هو أن يتم التعامل مع الشيعية باعتبارها مشروع سياسى على طريقة ملالى إيران. وهناك كلام حول "حزب شيعة مصر" و "حزب الغدير". ودعك من الكلام حول أنه سيكون حزبا مدنيا لا دينيا، وهو ذات الكلام الذى تردده جماعة الإخوان، ولكن عند الجد ستكتشف أنهم يريدون دولة دينية مستبدة.
المقصود هو حتمية أن تتسع مصر لأن يمارس أبناؤها ما يشاءون من معتقدات وأفكار والمحظور هو أن تتبنى أى جماعة خطف البلد لتعيد صبها على مقاسها، على طريقة الإخوان أو على طريقة حكم الملالى فى إيران، فكلاهما مرفوض وكلاهما يريد جرنا إلى الخلف أكثر من ألف عام لنغرق فى خلاف سياسى بين سيدنا على ومعاوية، بين آل البيت وبين بنى أمية (أرجو أن تقرأ حوار دكتور أحمد راسم النفيس على موقع اليوم السابع).
الأمر الثانى الذى لا يمكن قبوله أن يكون الولاء السياسى لبعض الشيعة هناك فى إيران وليس فى بلدهم مصر، حيث الحوذة الدينية، ونظام الملالى الفاشى المستبد، فليست هناك مشكلة فى أن يكون ولاء أى مصرى على المستوى الدينى فى أى مكان سواء فى مدينة "قم" الإيرانية أو النجف بالعراق أو فى مكة.. ولكن من المستحيل قبول أن يكون الولاء السياسى لبعضنا هناك فى طهران.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة