أسعدتنى التعليقات المنشورة على مقالة الأمس "انتهازية عاكف وأباظة".. ولى سؤال: هل يمكن أن نوافق على أن يسكن معنا، من يرى أن من حقه أن يفعل أى شىء فى البيت؟
فهل تقبل أن يهد مثلا بعض الإخوان أعمدة البيت، لأنهم يرون أن هذا لمصلحتهم ومصلحة من يسكنون معهم دون الرجوع إلى جيرانهم.
هذا بالضبط ما تريده جماعة الإخوان.. تريد أن تصل إلى الحكم لكى تهد الدولة، وتبنيها على الموديل الدينى.. هذا ما جاء فى برنامجهم السياسى الذى نشرته الصحف. فبناء على ما يسمونه دولة مدنية ذات مرجعية إسلامية، سيكون هناك رجال الدين سلطتهم فوق سلطة الشعب والدستور، مثلما يفعل الملالى فى إيران، وفعلت طالبان فى أفغانستان.
إنه استبداد بغطاء دينى .. وأظن أن الذين اختلفوا معى من الصعب أن يقبلوه.
ومع ذلك أعتقد أن اندماج هذه الجماعة فى الحياة السياسية فى مصلحة البلد، لأنه ينقلنا من الصراع الفاسد معهم إلى صراع إيجابى لصالح دولة حرة. لكن هذا له شروط عليهم قبولها دون "لف أو دوران":
1- القبول بالدولة المدنية التى تكون المرجعية فيها للشعب، وللدفاع عن الحريات الفردية والعامة فى إطار ما أقره الدستور والمواثيق الدولية.
2- هذه الدولة، الحقوق والواجبات فيها متساوية بشكل مطلق بين كل المواطنين، بغض النظر عن الدين أو العرق أو الجنس أو المعتقد السياسى. ولو افترضنا أن الإخوان أخذوا الحكم بالأغلبية، فهذا لا يعنى أبدا أن من حقهم تغيير طبيعة الدولة المدنية، ولا حرمان، امرأة ، أو مسيحى أو بهائى، أو أى مصرى من حقوقهم، ومنها الترشح لرئاسة الجمهورية.
4- انتقادى لقبول أحزاب وتيارات سياسية مدنية التعاون مع الإخوان أو من يشبهونهم، جاء من على أرضية دفع هذه الجماعة لأن تنتقل من كونها جماعة شبه سرية إلى حزب سياسى معلن، ولكن إذا ظلت على حالها، فأداؤها السياسى سيكون انتهازيا بهدف الوصول إلى الحكم مرة واحدة وإلى الأبد.
5- ليس معنى أننى ضد السلطة الحاكمة المستبدة أن أعطى موافقتى لأى تيار يعارضها، فليس منطقيا أن نناضل ضد مستبد لكى نأتى بمن هو أكثر استبدادا منه.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة