سعيد شعيب

عفريت الإخوان

الخميس، 04 سبتمبر 2008 10:56 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
غاظنى أن يسحب المجلس الأعلى للصحافة موافقته على مجلة الزهور الصادرة عن شركة الرسالة، لمجرد أن رئيس تحريرها الزميل صلاح عبد المقصود من الإخوان. وغاظنى أن تحاصر وزارة الداخلية عقد قران ابن الدكتور جمال حشمت بحزمة سيارات أمن مركزى، لمجرد أنه عضو أخوان.

فمثل هذه التصرفات الصغيرة من جانب السلطة الحاكمة تعطى لهذه الجماعة أكبر من حجمها بكثير، وترسخ انطباعا فاسدا بأنهم يمكن أن يحكموا البلد باجتماع فى عقد قران ومجلة، حتى لو كانت ستصدر كل يوم.

صحيح أن الإخوان فى رأيى خطر حقيقى على البلد، وأن هدفهم هو دولة دينية مستبدة وظالمة، وأن هذا المشروع لو حدث فسوف يقضى على مصر ويعيدها إلى القرون الوسطى. ومع ذلك أنا مع حقهم فى حرية الرأى والتعبير طالما يمارسونه بشكل سلمى.

وضد التعامل الأمنى معهم، لكن مع التعامل العادى، بمعنى أن الفيصل فى أى ممارسة لهم هو القانون الطبيعى والقضاء الطبيعى وليس العسكرى. فمتى قضى القمع على الأفكار؟

فالحقيقة أن القمع يخلق عفريت الإخوان ويضخمه، ثم تدعونا السلطة الحاكمة للخوف منه. ولو كانوا بهذه الضخامة والخطورة لخطفوا البلد، ولو كانوا أقوياء لدخلوا فى مواجهة مسلحة مع الحكم. ولكنهم ليسوا أكثر من قلة منظمة تحولها ممارسات السلطة إلى ضحية وترسخ أنهم البديل الجاهز وهذا أمر أشك فيه كثيرا.

أظن أن الصواب وفى ذات الوقت الأسهل هو مواجهة أفكارهم، فهى هشة وغير متماسكة وغوغائية. وفى إطار الممارسات على الأرض فمواجهتهم أسهل، فهم فى النهاية لا يملكون تصورا واضحا لحل مشاكل البلد، فقط مجموعة شعارات دينية جوفاء من السهل كشفها.

ولكن هذا يستلزم أن تكون هناك حريات عامة وفردية حقيقية، وأن تكون هناك حرية تنظيم، أى حرية تأسيس أحزاب وجمعيات وحرية إصدار صحف.

وإذا لم تفعل السلطة الحاكمة ذلك، وأظنها لن تفعل، فهى الوحيدة المستفيدة من بقاء الإخوان فزاعة لتخويفنا فى الداخل وتخويفهم فى الخارج. كما أظن أن الإخوان أيضا مستفيدون من هذا الوضع العرفى.

كيف؟
هذا يحتاج إلى مساحة أخرى.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة