سعيد شعيب

العنصرية الجميلة

الأحد، 07 سبتمبر 2008 10:29 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
من كان يتصور أن أوباما حفيد الأفارقة العبيد الذين هبطت أول سفينة لهم "ماى فلو" عام 1620 على الشواطئ الشرقية للولايات المتحدة، سيصل إلى الترشح لرئاسة لأمريكا وربما يصبح رئيس أكبر دولة فى العالم.. فكيف حدث هذا؟
إنه مشوار طويل دفع فيه السود الأفارقة ثمناً غالياً، ولعلنا نتذكر المسلسل الشهير "الجذور" .. فكيف نجحوا فى ذلك، وكيف استطاعت الدولة الأمريكية التى تضم مختلف الأعراق واللغات والجنسيات أن تتعايش معاً، فلم يحدث الانفجار سوى مرة واحدة فى تاريخها عندما أعلنت 11 ولاية الاستقلال وشكلت اتحاداً وبعد هزيمتهم فى الحرب الأهلية صدر قانون منع الرق، أى قانون يؤكد المساواة القانونية بين كل المواطنين.
لكن المعاناة لم تنته كما يقول الكاتب الأمريكى بيريفان يوسفى، فظلت أشكال الفصل العنصرى فى المرافق العامة. وبدأ نضال سلمى ديمقراطى طويل كانت إحدى حلقاته الأهم مارتن لوثر كنج ومن بعده مالكوم إكس (اغتيل الاثنان). وفى نهاية عام 1956 صار من حق السود الجلوس فى الأماكن العامة مع البيض. لكن ما زالت هناك فروق، فما زال هناك عنصريون بيض يريدون قتل أوباما.
ويبقى السؤال الأهم: كيف تم ذلك دون أن ينفجر المجتمع الأمريكى ودون أن يخوض فى بحار دماء دينية وعرقية؟
أظن أن السبب هو أن كل الأطراف المظلومة، أهمهم السود والهنود الحمر، وحتى الأطراف الظالمة قرروا أن تكون المعركة سلمية فى إطار الدولة الأمريكية، قد تجد متطرفين فى هذه الجبهة أو تلك، ولكن الجسم الرئيسى ارتضى ألا يرفع السلاح فى وجه الآخر، وأن يدعم الحرية التى تتيح الحصول على حقوقه سلمياً، ومن ثم تدعم الأساس القانونى للدولة الأمريكية الذى يقوم على المساواة بين المواطنين.
أنا هنا لا أتحدث عن الإدارات الأمريكية، أى الحكومات، فالرؤساء يتغيرون، ولكن عن الدولة الأمريكية التى تصون الحريات الفردية والعامة، ورغم أنها ليست الجنة ولكنها نجحت فى خلق تعايش سلمى بين مختلف الثقافات والأديان والأعراق فى دولة واحدة، دولة تقوم على المساواة بين مواطنيها.
وهذا ما فشلنا فيه، فما زالت لدينا مشكلة أقليات: أكراد ونوبيون وشيعة ومسيحيون وصابئة ودار فوريون وغيرهم وغيرهم.
فلماذا فشلنا؟








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة