بالطبع كانت هناك سلبيات مفجعة فى تعامل الإدارة المصرية مع الحصار والعدوان على غزة، وقد تأخر كثيرا قرار الرئيس مبارك الحازم بفتح المعابر لأسباب إنسانية، فقد كان من الممكن أن يتم منذ بداية الحصار، أو على الأقل مع بداية العدوان، بحيث يكون معبر رفح مفتوحا بشكل دائم.. ولكنه الارتباك الذى لا يليق ببلد بحجم مصر، وخاصة أن القوانين الدولية لا تمنعه، وحتى إذا كانت تمنعه فقد برأت الإدارة المصرية نفسها من جريمة تجويع وحصار أهلنا فى غزة.
وليس هذا هو الخطأ الوحيد.. وإليك الباقى:
1- منع وصول شحنات الإغاثة من قوى سياسية مصرية، واعتقال ومطاردة الكثير من أعضاء الحملة الشعبية لفك الحصار، بل ورفض تنفيذ حكم قضائى نهائى يبيح وصول المساعدات، وهو ما أعطى انطباعا بأن الحكومة المصرية شريكة فى هذا الحصار، أو متواطئة مع العدوان الإسرائيلى.
2- التصريحات الخشنة لوزير الخارجية أحمد أبو الغيط، والتى تبدو منحازة ضد حماس فى وقت حرب.
3- الغياب الكامل للإعلام، أقصد تحديدا القنوات الفضائية، ليس لكى تدافع عن موقف الإدارة المصرية، ولكنها فشلت فى مناقشة خطايا الإدارة المصرية، كما فشلت فشلا ذريعا فى مناقشة باقى الأطراف التى لم تقدم سوى خطب حماسية لأهلنا فى غزة.. وليس هناك داعى لأن أقارن مثلا قناة الجزيرة بقناة النيل للأخبار.. فالنتيجة مخزية.
4- الخلط الشديد لدى كثير من أنصار الحزب الحاكم بين مسئولية حماس المؤكدة على إتاحة الفرصة للعدوان، وبين مسئولية الإدارة المصرية فى تقديم العون الإنسانى لأهلنا هناك، بل ولو كانت الإدارة زكية لاستفادت من الضغوط عليها فى التفاوض مع إسرائيل.. فمن الممكن أن تكون بوضوح ضد حماس وسياساتها، فى ذات الوقت مع الشعب الفلسطينى.. أى أن من روجوا بأن تقديم المساعدات الإنسانية يقوى وضع حماس فى القطاع غير صحيح.
أى باختصار من الصعب، فى رأيى، الاختلاف على أهداف الإدارة المصرية، وهى الحفاظ على الحدود والأمن القومى المصرى، ولكن الخلاف على طريقة الأداء والتى أساءت كثيرا ليس للإدارة المصرية فقط ولكن للبلد كلها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة