12.31 % فقط من الذين شاركوا فى استطلاع موقع اليوم السابع حملوا إسرائيل مسئولية المجازر الدائرة فى قطاع غزة، وهذا مؤشر إيجابى جداً، لأن هذا ربما يعنى الانتقال من خانة أن نحمل أعداءنا كل المسئولية ولا نحمل أنفسنا أى شىء، ولعلنا نذكر أن هزيمة 1967 على سبيل المثال، كان الخطاب الأكثر انتشاراً هو أن المؤامرات الخارجية للإمبريالية العالمية المتحالفة مع إسرائيل هى السبب الرئيسى، وتم التعتيم على حركة انتقادات ومطالبات واسعة تطلب محاسبة المسئولين عن الهزيمة، والتى انتهت بمحاكمة هزلية لقادة الطيران، دون أن تصل إلى الرؤوس الكبيرة.
هذا المنهج الذى يحمل الخارج كل شىء، هو الذى جعل حسن نصر الله يحول الهزيمة المروعة فى الحرب الأخيرة مع إسرائيل إلى انتصار، رغم القتلى والدمار المروع الذى حدث فى لبنان، ورغم أنه خسر مواقع جنوده فى الجنوب. فى حين أن إسرائيل التى حققت معظم أهدافها من هذا العدوان، شكلت لجنة محايدة "فينو جراد"حققت مع وزير الدفاع ورئيس الوزراء وغيرهم. فهل هناك من يجرؤ بأن يطالب بلجنة مثلها هناك فى لبنان تحقق مع حزب الله.
ما أقصده بجملة واحدة أنه من المستحيل أن يكون لما يسمى بالخارج تأثيراً إلا إذا كان هناك خلل فى الداخل، ولذلك فـ 52.05 % من المشاركين فى استطلاع اليوم السابع المنشور على موقعها، حملوا الحكومات العربية المسئولية، وربما يكون هذا مقبولاً، لأن الذين شاركوا من بلاد عربية مختلفة، ولكن من الصعب قبوله، إذا كانت هذه هى رؤية الفلسطينيين، فلن يحرروا أرضهم طالما ينتظرون الجيوش العربية، فالأمر يعتمد بالكامل على الداخل وليس الخارج حتى لو كان عربياً، وإذا لم يعيد الشعب الفلسطينى صياغة الداخل وتقويته، فلن ينفعه لا حكومات ولا شعوب عربية أو إسلامية.
ربما لذلك فـ 35.64 % من الذين شاركوا فى الاستطلاع حملوا حماس المسئولية، وهذا منطق صحيح، ليس لأننى أو لأنهم يحملون القتيل مسئولية قتله، ولكن لأنهم يحملون حماس مسئولية إدارة الصراع مع الصهاينة، فالعدوان ليس مفاجأة، فلماذا لم يستعدوا .. وهم يعرفون جيداً أن بحور الدماء ستغرق غزة .. أم أنهم كانوا يريدون ذلك؟!!
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة